قوله: كذاك بالتكبير أيضا أمروا البيت، معناه أنه يندب للجماعة التكبير بتكبير الإمام في الخطبة، ويندب له أن يفتتحها بالتكبير، ويخللها به بلا حد في ذلك، كما قال مالك - رحمه الله تعالى - وقال في الواضحة: من السنة أن يفتتح خطبته الأولى والثانية بالتكبير، وليس في ذلك حد، وقال مطرف وابن الماجشون: أشهر العمل عندنا أن يكبر في مبدإ الأولى وقبل التحميد سبع مرات، وفي مبدإ الثانية خمس تكبيرات، ويوالي بينها، ثم يمضي في خطبته، فكلما انقضت الكلمات كبر ثلاث تكبيرات، حتى تنقضي خطبتاه، نقله في الجامع.
وقال في التبصرة: قال مالك - رحمه الله تعالى - في المبسوط: يستفتح الإمام الخطبة إذا صعد بالتكبير، قال: ومن السنة أن يكبر تكبيرا كثيرا، ثم في الثانية أكثر من الأولى، ويكبروا بتكبيره، وقال ابن حبيب - رحمه الله تعالى -: يستفتح الأولى بسبع تكبيرات تباعا، ثم إذا مضت كلمات كبر ثلاثا، وكذلك في الثانية إذا استفتحها، وإذا مضى في خطبته، وقال المغيرة في المبسوط: كنا نعد الإكثار من التكبير عيا، ويستراح إليه في الخطبة، ولم ير أن يكبر الناس بتكبير الإمام فيها، وقد جاء في الصحيح عن أم عطية - رضي الله تعالى - قالت كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى تخرج البكر من خدرها، حتى تخرج الحيض فيكن خلف الناس، فيكبرن بتكبيرهم، ويدعون بدعايتهم يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته، قوله: وما به من غير ذاك ياتي البيت، معناه أنهم يؤمرون بالإنصات للخطبة عند ما سوى التكبير.
٤٨٧ - وكبروا وراء خمس عشَرهْ ... من الفرائض تجيء أثَرَهْ
٤٨٨ - ثلاث مرات بعيدِ النحر ... على الخصوص دون عيد الفطر
٤٨٩ - وإن تشأ هلِّلْ ورا تكبيرتين ... ثم أعدهما وحمِّدْ بعد تين
٤٩٠ - فذاك عن مالك أيضا يسمع ... هنا، والامر في الجميع واسع
٤٩١ - وما من التكبير أو من ذكر ... سبق غير ذا بفطر يجري