معنى الأبيات أن المكاتب إذا مات قبل حلول بعض نجوم الكتابة فماله لسيده، إلا أن يكون معه ولد في الكتابة فيتنزل منزلته، ويؤدي ما بقي من نجوم الكتابة مما ترك وقت موته، لأن المدين يحل ما كان مؤجلا عليه بالموت، وإن بقي شيء ورث عنه، ويختص إرثه بمن معه من الورثة في الكتابة، واختلف هل يختص بذلك الأولاد دون غيرهم من قرابته كأب وأم وأخ، أو لا يختصون به عن قرابته الذين معه في الكتابة، ولا ترثه زوجته على كلا القولين، وجعل ابن ناجي الثاني هو المشهور، وقيل لا يرثه ممن معه في الكتاب إلا من يعتق عليه، وقيل ترثه قرابته الذين معه في الكتابة من غير تفصيل، وترثه زوجته التي معه في الكتابة، ولا يرثه من ليس معه في الكتابة، وقد روى مالك - رحمه الله تعالى - في الموطإ عن حميد بن قيس المكي أن مكاتبا كان لابن المتوكل هلك بمكة المكرمة وترك عليه بقية من كتابته وديونا للناس، وترك ابنته، فأشكل على عامل مكة المكرمة القضاء فيه، فكتب إلى عبد الملك بن مروان يسأله عن ذلك، فكتب إليه عبد الملك أن ابدأ بديون الناس، ثم اقض ما بقي من كتابته، ثم اقسم ما بقي من ماله بين ابنته ومولاه. ... بها حياتَه له موسَّع ... وإذا ترك مالا لا وفاء فيه دفع إلى أولاده يسعون فيه إن كانوا كبارا، وأدوا ما بقي من الكتابة نجوما، وإن كانوا صغارا لا قوة لهم على السعي ولم يكن في ما تركه وفاء بما يحل إلى بلوغهم السعي رقوا، وهذا ما لم تكن له أم ولد، فإن كانت له أم ولد بيعت إن كان في ثمنها ما يؤدي عنهم، سواء كانت أمهم أو لا، قاله مالك - رحمه الله تعالى - في الموطإ.
١٥٢٣ - ومولد أمتَه التمتع ... بها حياتَه له موسَّع
١٥٢٤ - وعَتقت من رأس ماله ورا ... مماته وبيعها قد حُظرا
١٥٢٥ - وما له استخدامها وما له ... من غلة بها بكل حاله
١٥٢٦ - نعم له ذلك في الأولاد ... من غيره من بعد الاستيلاد
١٥٢٧ - وكل ما يُعلم أنه ولد ... إنَ اَسقطته لو دما قد انعقد
١٥٢٨ - فهْي به تصير أم ولد ... إن لم يكن لوطئها بجاحد