للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال: أبو عمر الإفقار والإخبال ونحوه من ألفاظ العطايا، كلفظ العمرى، قال ابن عرفة: في الصَّحاح: أفقرت فلانا ناقتي، أي: أعرته فقارها ليركبها، وأخبلته المال إذا أعرته ناقة لينتفع بلبنها ووبرها، أو فرسا ليغزو عليه، قال: وفي عاريتها: لم يعرف مالك - رحمه الله تعالى - الرقبى، ففسرت له فلم يجزها، وهي تحبيس رجلين دارا بينهما على أن من مات منهما أوَّلا فحظه حبس على الآخر.

قوله: وحيث مات البيت، معناه أنه إذا مات بعض المحبس عليهم رجع نصيبه لهم، قال مالك - رحمه الله تعالى - في المدونة: من حبس حائطا على قوم معينين، فكانوا يلونه ويسقونه، فمات أحدهم قبل طيب الثمرة، فجميعها لبقية أصحابهم، وإن لم يلوا عملها وإنما تقسم عليهم الغلة، فنصيب الميت لرب النخل، ثم رجع مالك - رحمه الله تعالى - إلى رد ذلك لمن بقي، وبهذا أخذ ابن القاسم نقله في التاج.

وقال ابن عرفة - رحمه الله تعالى -: ففي نقل حظ معين من طبقة بموته لمن بقي فيها، أو لمن بعدها قولان، بالأول أفتى ابن الحاج، وبالثاني أفتى ابن رشد، وألف كل منهما على صاحبه.

قوله: وآثرن البيت، معناه أنه إذا كان الوقف على من لا يحاط بهم، أو على قوم وأعقابهم، فإن الناظر يؤثر أهل الحاجة والعيال في الغلة والسكنى باجتهاده، فإن استووا أوثر الأقرب فالأقرب، بخلاف الحبس على معينين، فالغني منهم والفقير فيه سواء، والخلة: الحاجة.

<<  <   >  >>