للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: وكف عن كل حرام البيت، معناه أنه يجب على المكلف كف يده عما حرم الله سبحانه وتعالى عليه، مالا، أو دما، أو جسدا، فلا يحل أكل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس منه، والمراد بالأكل الاستعمال على أي وجه كان، ولا مفهوم للمسلم، فالذمي معصوم المال أيضا، وكذلك أهل الحرب إن دخل بلادهم بأمان، أو دخلوا بلادنا بأمان، وكذلك القول في الدم أيضا، وأما الجسد فلا تجوز الجناية عليه أيضا بضرب مثلا أو غيره، من كل مؤذ، إلا ما استثناه الشرع كتعزير السلطان العاصي، وتأديب الولي والسيد والزوج على ما تقدم بيانه في موضعه.

قوله: وكف رجلك البيت، معناه أنه يجب على المكلف ترك السعي إلى ما حرم الله سبحانه وتعالى، ومثل الحرام وسيلته، وفي الحديث " والرجل تزني وزناها المشي " (١) وقال جل من قائل: (ولا تمش في الأرض مرحا).

قوله: ولا تباشرن البيت، معناه أنه يجب على المكلف كذلك أن يكف فرجه وسائر جسده من عين، وأذن، وبدن، عن الاستمتاع بما لم يجز له سبحانه وتعالى الاستمتاع به، ولم يجز له سبحانه وتعالى الاستمتاع إلا بزوجته وأمته على التفاصيل المتقدمة في باب النكاح، قال سبحانه وتعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون).

قوله: وحرم الله علا وجلا البيت، معناه أن الله سبحانه وتعالى حرم فواحش الأمور، ما أسر منها، وما جهر به، والفواحش: الأمور المفرطة في القبح كالزنى، واللواط، والمساحقة، قال سبحانه وتعالى: (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) وقال سبحانه وتعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن).

٢٠٦١ - كذاك إتيان النسا معَ دم ... نفاس أو حيض من المحرم


(١) جزء من حديث الإمام أحمد وغيره المتقدم.

<<  <   >  >>