للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأشار بالبيت الثاني إلى أن جعل المتوضئ الإناء على جهة يمينه أمكن له وأيسر في تناول الماء، وظاهر الشيخ أنه ليس بمستحب، وصرح باستحبابه ابن يونس في جامعه، وابن رشد في مقدماته، ومحل ذلك الإناء الواسع الذي يغترف منه باليد، قال عياض -رحمه الله تعالى ـ اختيار أهل العلم ما ضاق عن إدخال اليد فيه وضع على اليسار، نقله ابن عرفة في مختصره، والوجه في ذلك كله ما هو معروف من حبه صلى الله تعالى عليه وسلم التيمن في طهوره وفي شأنه كله (١).

وأشار بقوله: وثلثن غسل يديك أولا، إلى أن غسل اليدين يطلب تكريره ثلاثا، وقد تقدم الكلام على ذلك قريبا عن المازري، قوله: وفي التمضمض كذلك افعلا، إلى أنه يطلب التثليث في المضمضة، وكذلك في الاستنشاق، كما سيذكره في البيت الآتي، كسائر مغسولات الوضوء، قوله: بغرفة أو غرفات، أشار به إلى أنه في التمضمض إن شاء تمضمض ثلاثا من غرفة واحدة، وإن شاء فعل ذلك بثلاث غرفات، وكذلك أيضا الاستنشاق، وإن شاء فعلهما معا بغرفة واحدة، بأن يتمضمض منها ثلاثا متوالية، ويستنشق منها ثلاثا أيضا، وإن شاء فعلهما بثلاث، يتمضمض من الأولى ويستنشق، ثم يفعل مثل ذلك بالثانية، ثم كذلك بالثالثة، الأمر في ذلك واسع، قال ابن عرفة - رحمه الله تعالى ـ: الشيخ: روى ابن القاسم وابن وهب وابن نافع وعلي: لا بأس بهما في غرفة واحدة، ورووا إلا عليا إن مضمض بغرفة واستنشق بأخرى فواسع، ابن القاسم: قيل له بثلاث فأبى أن يحد فيه انتهى.

وقد اختلف في الأولى من ذلك، فمنهم من اختار أن يتمضمض ثلاثا بثلاث، ثم يستنشق ثلاثا بثلاث، قال المازري في شرح التلقين: لأنهما عضوان متميزان، فيميز كل واحد منهما بالغسل عن صاحبه، ويكرر فيه من العدد ما يكرر في كل عضو انتهى.


(١) كما في حديث عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ المتفق عليه.

<<  <   >  >>