للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحفظه بالعلانية بأن يعامله بما تقتضيه الأخوة، فلا يستخف به، ولا يسخر منه، ولا يخدعه، ولا يخذله، ولا يسلمه، وأن يرفق به ما أمكنه ذلك ... وذكر منها عيادة المريض، وفي الحديث " إذا عاد الرجل أخاه المسلم، مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح " (١) والأصل في عيادة المريض الندب، وتتأكد في حق بعض الناس أكثر من غيره، لما يكون بينه وبين المريض من معان خاصة، كقرابة وتعليم وصداقة، وربما وجبت، وذلك حيث تضمن تركها عقوقا، أو قطع رحم يجب وصلها، ويرجع إلى العرف في المرض الذي يعاد منه، ويختلف الأمر في تكرارها بحسب ما تقتضيه الحال من تطاول المرض وشدته وصلة العائد بالمريض، ولا بد من اختيار الوقت الذي يليق بالمريض أن يعاد فيه وبأهله أن يدخل عليهم فيه، وليقتصد في مكثه عنده بحسب ما تقتضيه الحال، وليسأله عن حاله تأنيسا له من غير تعرض لما يتوقع عدم رغبته في التعرض له، وليوسع عليه، وليدع له بالشفاء، وقد روى الترمذي وابن ماجة والدارمي والإمام أحمد أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال: " للمسلم على المسلم ست بالمعروف، يسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويتبع جنازته إذا مات، ويحب له ما يحب لنفسه " (٢).

٢٠٨٧ - وهجره له إذا ما جاوزا ... ثلاث ليلات فليس جائزا

٢٠٨٨ - ولكن الهجران يخرج السلام ... عنه ولا تدع وراءه الكلام


(١) رواه ابن ماجة والإمام أحمد، وهو حديث صحيح، وقوله: " في خرافة " ضبط بكسر الخاء المعجمة وبفتحها، قال الهروي: هو ما يخترف من النخل حين يدرك ثمره، قال أبو بكر بن الأنباري: يشبه رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ ما يحرزه عائد المريض من الثواب بمب يحرزه المخترف من الثمر، انظر حاشية السندي على ابن ماجة.
(٢) وهو حديث صحيح.

<<  <   >  >>