للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

معناه أن قراءة القرآن الكريم بالألحان المرجعة ترجيع الأغاني غير جائزة، فهي إخراج له عن العبادة إلى جهة اللهو والمباهات، وما هو لذلك بأهل، وإنما يقرأ بالهيبة، والوقار، والسكينة، والتدبر، والخشوع، والتذلل، قال سيدي زروق - رحمه الله تعالى -: وأما سماع القرآن باللحون المرجعة كترجيع الغناء، فهو من أقبح ما يسمع، وأبشع ما يسمع، لا سيما إذا كان يؤدي لتغيير نظم القرآن الكريم، أو تضييع حروفه، وإبدال بعضها، أو إسقاطه، أو يكون على هيئة تنفي الخشوع، أو تدعو لنقيصة، فإن ذلك كله ممنوع، قال ابن رشد - رحمه الله تعالى -: فالواجب أن ينزه القرآن الكريم عن ذلك، ولا يقرأ إلا على الوجه الذي يخشع القلب، ويزيد في الإيمان، ويشوق في ما عند الله سبحانه وتعالى، وقد اختلف في معنى قوله عليه الصلاة والسلام: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " (١) فقيل من لم يحسن صوته به، وقيل من لم يستغن به عن الغناء، وقيل من لم يستغن به عن الناس، وقيل غير ذلك، إلى أن قال: وقال أبو موسى - رضي الله تعالى عنه - لما قال عليه الصلاة والسلام: " لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داوود " (٢) على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا، وبالجملة فتحسين الصوت بالقرآن الكريم مطلوب، والخروج إلى حد يشبه الغناء مذموم، وما يؤدي إلى الخشوع من غير إخلال مندوب إليه.


(١) رواه البخاري وأبو داود والدارمي والإمام أحمد.
(٢) متفق عليه.

<<  <   >  >>