للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: وأخلصن إلى قوله: وهو شرك أصغر، معناه أنه يجب على المكلف أن يخلص لله سبحانه وتعالى في عمل البر كله، قولا كان أو فعلا، والإخلاص هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة، ويقابله الرياء، ويسمى بالشرك الأصغر، وقد قال سبحانه وتعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) وقال جل من قائل سبحانه وتعالى: (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) وفي الصحيح " يقول الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه " (١) وقال صلى الله تعالى عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله تعالى ورسوله فهجرته إلى الله تعالى ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه " وجاء عن الإمام أحمد أنه قال في هذا الحديث إنه الخناق، وفي جامع ابن أبي زيد - رحمه الله تعالى -: قال بعض العلماء: الرياء أن تعمل عملا تحب أن يعرفك به الناس، ويثنون به عليك، فإن قبل قلبك هذا فهو رياء، ويقال: من خاف الرياء سلم منه، ويقال: من البر أن لا تترك البر مخافة الرياء، ومن العجب أن ترى لنفسك الفضل على الناس، وتمقتهم ولا تمقت نفسك، قال بعض السلف: إذا كنت في الصلاة فقال لك الشيطان: إنك تراءي، فزدها طولا، فإنه كذوب، قال مالك - رحمه الله تعالى -: وإخفاء النوافل كلها في الصلاة وغيرها أحسن، وقيل لمالك - رحمه الله تعالى - في المصلي لله سبحانه وتعالى يقع في نفسه أنه يحب أن يعلم به، ويحب أن يلقى في طريق المسجد، قال: إن كان أول ذلك لله سبحانه وتعالى فلا بأس، وربما كان ذلك من الشيطان ليمنعه ذلك، وإن المرء يحب أن يكون صالحا.


(١) رواه مسلم وابن ماجة والإمام أحمد، واللفظ لمسلم.

<<  <   >  >>