للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عفا عنه فقد سقط الذنب عنه، وإن أرسل من يسأل ذلك له فعفا ذلك المظلوم عن ظالمه - عرفه بعينه أو لم يعرفه - فذلك صحيح، وإن أساء رجل إلى رجل بأن فزّعه بغير حق، أو غمه، أو لطمه، أو صفعه بغير حق، أو ضربه بسوط فآلمه، ثم جاءه مستعفيا نادما على ما كان منه، عازما على أن لا يعود، فلم يزل يتذلل له حتى طابت نفسه فعفا عنه سقط عنه ذلك الذنب، وهكذا إن كان شانه بشتم لا حد فيه.

تنبيه

في حاشية الرهوني: قال في رسم الوصايا من سماع القرينين من كتاب الوصايا الأول ما نصه: قال: وسمعته يسأل عمن كان يلي يتامى فكان لا يتحفظ في أموالهم، ويتناول منها، فلما بلغوا سألهم أن يحللوه ما بين كذا إلى كذا، فحللوه على ما قال، ثم قالوا له بعد زمان: لست في حل، فقال: أنا أرى في مثل هذا أن يحرز الذي يرى أنه أصاب من أموالهم ويحتاط فيه حتى لا يشك، أو يأتي رجلا فيخبره بالمال وأمره، وما كان منه فيه، وما تناوله، حتى يحرزه له ويحتاط فيه حتى لا يشك إن لم يحسن هو حزره ثم يخبرهم بالذي عليه في ذلك من التباعة فيحللونه، فإنهم يقولون بعد ظننا أنه يسير، فأرى أن يحرز ذلك باحتياط، ثم يتحللهم قال محمد بن رشد - رحمه الله تعالى -: هذا كما قال ان التحليل لا يلزمهم إذا لم يعلمهم بمقدار ما لهم عليه من التباعة في ما تناوله من أموالهم، فيلزم أن يعلمهم بمقدار ذلك حتى يحللوه منه بنفوس طيبة وبالله سبحانه وتعالى التوفيق.

وأما ما اعترض به الرهوني من صحة هبة المجهول، فلا وجه له، فالمقصود اشتراط كون الهبة عن طيب نفس، وهذا معنى مجمع عليه بين أهل العلم، فلو علم طيب أنفسهم بالتحليل ولو كان الحق قنطارا، لم يلزم الحزر المذكور، كما هو بين، والله سبحانه وتعالى أعلم.

٢١١٥ - واستغفر الله علا وخفه معْ ... رجائه وشكر ما بك صنع

٢١١٦ - بفعلك الفرض عليك كلَّه ... وترك ما كره جل فعلَه

٢١١٧ - مع التقرب بكل سهل ... عليك من كل صنوف النفل

<<  <   >  >>