للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن ناجي - رحمه الله تعالى -: قال القاضي عبد الوهاب - رحمه الله تعالى -: والمنع من ذلك للعجب والخيلاء، ولأنه من فعل الأعاجم والجبابرة، وقال الباجي - رحمه الله تعالى -: قال مالك - رحمه الله تعالى -: ومن السنة الأكل جالسا على الأرض على هيئة يطمئن عليها، ولا يأكل مضطجعا على بطنه، ولا متكئا على ظهره، لما فيه من البعد عن التواضع، والتشبه بالأعاجم، ووقت الأكل وقت تواضع وشكر لله سبحانه وتعالى على نعمه.

قوله: لا تقرن إلخ، يشير به إلى ما جاء في الحديث الشريف من أنه صلى الله تعالى عليه وسلم نهى عن القران في التمر، بأن يأخذ تمرتين أو ثلاثا في مرة، إلا أن يستأذن أصحابه، (١) وقيل إن النهي عن ذلك خاص بالشركاء، وأما الرجل يأكل مع أهله، أو يكون هو الذي أطعم القوم فلا بأس أن يقرن، قال ابن أبي زيد - رحمه الله تعالى - في جامعه: قال مالك - رحمه الله تعالى -: لا خير في القران في التمر، وقال في موضع آخر: لأنهم شركاء فيه، وروى ابن نافع - رحمه الله تعالى - أنه إن كان أطعمهم فنعم، وفي رواية ابن وهب - رحمه الله تعالى - أن ذلك ليس بجميل، قال غيره: وكذلك التين.

وقيل لمالك - رحمه الله تعالى -: أيأكل الرجل من طعام لا يأكله أهله وعياله ورقيقه ويلبس غير ما يكسوهم؟ قال: إي والله، وأراه في سعة من ذلك، ولكن يحسن إليهم، قيل: فحديث أبي الدرداء - رضي الله تعالى عنه -؟ (٢) قال: كان الناس يومئذ ليس لهم هذا القوت، قيل: فمن أكل مع أهله وولده أيتناول ما يليهم؟ قال: لا بأس به، قيل: فالقوم في مثل الحرس يأكلون فيأكل بعضهم من بين يدي بعض، وهم يوسعون له في ذلك؟ قال: لا خير في ذلك، وليس من الأخلاق التي تعرف عندنا.


(١) متفق عليه من حديث ابن عمر ـ رضي الله تعالى عنهما ـ.
(٢) لعله يقصد حديث الصحيحين وغيرهما " فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ".

<<  <   >  >>