ويؤمر بالسلام أيضا عند القيام من المجلس، وفي الخبر " ليست الأولى بأحق من الآخرة "(١) قوله: ولفظه الأفضل البيت، معناه أن الأفضل في السلام أن يقول المبتدئ: السلام عليكم، ويقول الآخر: وعليك السلام، وذلك هو المراد بقوله: على الذي قد عهدا، وفي جامع ابن أبي زيد - رحمه الله تعالى - أن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - كان يقول في سلامه وفي رده سواء: السلام عليكم.
وقال ابن رشد - رحمه الله تعالى -: ويجوز الابتداء بلفظ الرد، والرد بلفظ الابتداء ... وفي التلقين: وإن زاد لفظ الرد على الابتداء أو نقص جاز، ويشترط في امتثال الأمر ـ ابتداء وردا ـ الجهر، بحيث يسمع المقصود كما نقله الحطاب عن القرطبي - رحمهما الله سبحانه وتعالى - وتكفي عن اللفظ ابتداء وردا الإشارة باليد، أو الرأس، في حال البعد.
(١) رواه أبو داود والترمذي والإمام أحمد، وهو حديث حسن صحيح.