اخْبِزِي وَاطْبُخِي، فَفَعَلْنَا، ثُمَّ أَتَيْنَا سَلْمَانَ بِالطَّعَامِ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كُلْ مَعَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ ; فَإِنِّي صَائِمٌ قَالَ سَلْمَانُ: لَا آكُلُ حَتَّى تَأْكُلَ، فَأَفْطَرَ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَأَكَلَ مَعَهُ، فَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ الَّتِي يَقُومُ فِيهَا أَبُو الدَّرْدَاءِ ذَهَبَ لِيَقُومَ، أَجْلَسَهُ سَلْمَانُ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَتَنْهَانِي عَنْ عِبَادَةِ رَبِّي؟! فَقَالَ سَلْمَانُ: إِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ نَصِيبًا، وَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ نَصِيبًا. وَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ نَصِيبًا، فَمَنَعَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ قَامَا فَرَكَعَا رَكَعَاتٍ، ثُمَّ أَوْتَرَا، ثُمَّ خَرَجَا إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَذَكَرَا أَمْرَهُمَا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: " «مَا لِسَلْمَانَ ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ؟ لَقَدْ أُشْبِعَ مِنَ الْعِلْمِ» ".
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ الْحَسَنُ بْنُ جَبَلَةَ، وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
١٥٨٤٢ - وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَخَصَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ: " رَأَيْتُ مَلَكًا عَرَجَ بِعَمَلِ سَلْمَانَ».
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ عَبْدُ النُّورِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَسْمَعِيُّ، وَهُوَ كَذَّابٌ.
١٥٨٤٣ - وَعَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «ثَلَاثَةٌ تَشْتَاقُ إِلَيْهِمُ الْحُورُ الْعِينُ: عَلِيٌّ، وَعَمَّارٌ، وَسَلْمَانُ». قُلْتُ: لَهُ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ: " «أَنَّ الْجَنَّةَ تَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ» ".
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ أَبِي رَبِيعَةَ الْإِيَادِيِّ، وَقَدْ حَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثَهُ.
١٥٨٤٤ - وَعَنْ بُقَيْرَةَ امْرَأَةِ سَلْمَانَ قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَ سَلْمَانَ الْمَوْتُ دَعَانِي وَهُوَ فِي عِلْيَةٍ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ، فَقَالَ: افْتَحِي يَا بُقَيْرَةُ هَذِهِ الْأَبْوَابَ، فَأَرَى الْيَوْمَ رُوَّادًا لَا أَدْرِي مِنْ أَيِّ هَذِهِ الْأَبْوَابِ يَدْخُلُونَ عَلَيَّ. ثُمَّ دَعَا بِمِسْكٍ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَدِيفِيهِ فِي تَوْرٍ، فَفَعَلْتُ، ثُمَّ قَالَ: انْضَحِي حَوْلَ فِرَاشِي، ثُمَّ انْزِلِي فَامْكُثِي فَسَوْفَ تُظْلِمِينَ قُرْبَتِي عَلَى فِرَاشِي، فَاطَّلَعَتْ فَإِذَا هُوَ قَدْ أُخِذَ رُوحُهُ مَكَانَهُ عَلَى فِرَاشِهِ أَوْ نَحْوَ هَذَا.
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْجَزْلِ عَنْ بُقَيْرَةَ وَلَمْ أَعْرِفْهُمَا، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
[بَابُ مَنَاقِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]
تَقَدَّمَ فِي الْمَغَازِي فِي سَرِيَّةٍ إِلَى خَالِدِ بْنِ سُفْيَانَ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
[بَابٌ فِي أَبِي الْهَيْثَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]
١٥٨٤٥ - عَنِ ابْنِ شِهَابٍ فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَبُو الْهَيْثَمِ، وَهُوَ نَقِيبٌ.
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مُرْسَلًا، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ شُهُودِهِ بَدْرًا فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ.
١٥٨٤٦ - وَعَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ سَنَةَ عِشْرِينَ، وَاسْمُهُ مَالِكٌ.
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.
[بَابُ مَا جَاءَ فِي زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]