للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَمَّا أَهْلُ الأحْدَاثِ مِنْ أَهْلِ المدِينَةِ فَهُمْ أَحْرَصُ الأُمَّةِ عَلَيَّ الشَّرِ وَأعْجَزَهُ عَنْهُ، وَأَمَّا أَهْلُ الأحْدَاثِ مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ فَإنَّهُمْ أَنْظَرُ النَّاسِ فِي صَغِيرٍ وَأرْكَبَهُ لِكَبيرٍ، وَأَمَّا أَهْلُ الأحْدَاثِ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ (٩٠) فَإِنَّهُمْ يَرِدُونَ جَمِيعًا وَيَصْدُرُونَ شَتَّى، وَأَمَّا أَهْلُ الأحْدَاثِ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ فَهُمْ أَوْفَى النَّاسُ بِشَرٍّ وَأَسْرَعُهُ نَدَامَةً، وَأَمَّا أَهْلُ الأحْدَاثِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَأَطْوَعُ النَّاسِ لِمُرْشِدِهِمْ وَأَعْصَاهُ لِمُغْوِيهِمْ. (٩١)

٦١ - قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمَشْقَ":

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ خِسْرُو البَلْخِيُّ، أَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ ابنُ الحُسَيْنِ بن أَيُّوبَ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، أَنَا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ ابنِ بِنْخَابَ الطِّيبِي، نَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ الكِسَائِيُّ، نَا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بنُ سُلَيْمَانَ الجَعْفِيُّ، حَدَّثَنى أَبُو دَاودَ، نَا أَبُو مُعَاويَةَ، عَنْ عُمَرَ ابنِ حَسَّانَ البَرْجَمِي، عَنْ خَبَّابِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ أَن مُعَاوِيةَ بَعَثَ خَيْلًا فَأَغَارَتْ


(٩٠) البصرة: بفتح الموحدة، وسكون الصاد المهملة، وراء ثم هاء من أعظم المدن التي قامت في صدر الإسلام، اختطها المسلمون عند فتح العراق، فقيل إنه لم تبق قبيلة من العرب لم يكن منها في البصرة حاضر. واشتهرت بمربدها الذي احتل مكانة عكاظ في الشعر، وقيل: ما رأى العرب مدينة أقرب إلى البدو والحضر معًا كالبصرة، فغربيها يمتد في صحراء العرب القاحلة متصلًا بالفلاة، وشرقها يسفح عليه شط العرب وتظلله النخيل، فكان العربي يستطيع أن يسيم ماشيته في غربها ويزرع في شرقها وشمالها. وعندما جاء التدوين كانت للبصرة مدرسة في النحو تضاهي مدرسة الكوفة، ثم تأخرت على مر العصور.
ولا تزال مدينة عامرة رأيتها سنة ١٣٩٩ هـ وهي ميناء العراق، تقع على الشاطئ الغربي لشط العرب قرب مصبه في الخليج. "المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية" (ص ٤٣ - ٤٤).
(٩١) "ضعيف"
"تاريخ الطبري" (٤/ ٣٢٨)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (٢٧/ ٩٨).
وفيه سيف؛ وهو ضعيف كما تقدم، وأخرجه سيف بن عمر في كتابه "الفتنة ووقعة الجمل" (٤١).

<<  <   >  >>