للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لِي: أَيْنَ أَنْتَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرو بنِ العَاصِ فإِنَّهُ كَانَ صُعْلُوكًا (١٧٩) فَرَّغَهُ أَبُوهُ لِذَلِكَ، قَالَ: فَقَدِمْتُ فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو بِذَلِكَ، فَقَالَ: نَعَمْ فَسَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ أُخْبِرْكُمْ بِهِ، فَواللَّهِ لَوْ شِئْتُ لَأَخْبَرْتُكُمْ بَالسَّنَةِ الَّتِي يَخْرُجُونَ فِيهَا مِنْ مِصْرَ. قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَخْبِرْنِي وَخِرْ لِي. قَالَ: نَعَمْ إِنَّكَ لَنْ تَبْرَحَ مُؤَامًّا بِكَ مَا لَمْ يَأْتِ أَهْلَ المَشْرِقِ أَهْلُ المَغْرِبِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ خَفَقَ الدِّينُ، وَخَفَقَتِ السُّنَّةُ، وَوَقَعَتْ بَيْنَ العَرَبِ البَغْضَاءُ، فَأَقَلُّ المؤمِنِينَ مَنْ يَحْجِزُهُ إِيمَانُهُ، وَأَقَلُّ المعَاهَدِينَ مَنْ يَكُفُهُ سَاعِيهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَسْكُنَ السَّرَوَاتِ (١٨٠) فَكُنْ بِهَا، وَإنْ عَجَزْتَ فَالإسْكَنْدَرِيَّةَ، فَإِن عَجَزْتَ فَالطُّورَ (١٨١)، أَوْ سَرَقَ مَارِنٍ، فَإِذَا أَقْشَعَتْ شَيْئًا أَبَيْتَ


(١٧٩) الصُّعْلوك: الفقير الذي لا مال له، زاد الأزهري: ولا اعتماد، وقد تصعلك الرجل إذا كان كذلك. "لسان العرب": صعلك.
(١٨٠) السروات: ثلاث سراة بين تهامة ونجد، أدناها الطائف، وأقصاها قرب صنعاء، والطائف من سراة بني ثقيف، وهو أدنى السروات إلى مكة، ومعدن البرم هو السراة الثانية، وهو في بلاد عدوان، والسراة الثالثة أرض عالية وجبال مشرفة على البحر من المغرب، وعلى نجد من المشرق. انظر "معجم البلدان" (٣/ ٢٣١).
(١٨١) جبل الطور: يقع شرق جنوب شرق الناصرة، ويسمى جبل طابور أيضًا، وهو جبل صغير مساحته ٦ كم ٢، منعزل، يرتفع فوق الأراضي السهلية المحيطة به ٤٦٠ م، وترقى قمته إلى ٥٦٣ م فوق سطح البحر، يتميز عن غيره من مرتفعات منطقة الناصرة التي يقع على بعد ٨ كم إلى الشرق منها بكونه تضريسيًا مشرفًا على مساحات كبيرة من الجزء الشمالي من فلسطين، فقمته تطل على بحيرة طبرية في الشمال الشرقي، وعلى وادي الأردن في الشرق، وجبال الجليل في الشمال، وجبل الكرمل وكتلة أم الفحم في الجنوب الغربي، وعلى أراضي جنين وبيسان وتلالهما في الجنوب، وتكسو الجبل اليوم مساحات صغيرة من أشجار البلوط.
وتقوم عند نهاية الجبل الشمالي الغربي قرية دبورية العربية التي تخرج منها طريق متعرجة إلى القمة، وقد أحسن استغلال هذه الميزة الاستراتيجية الطبيعية له، فأقيمت على قمته مراكز المراقبة والحصون.
وقد احتله اليهود في سنة ١٣٨٧ هـ ١٩٦٧ م، وهم يرفضون الجلاء عنه، ويستميتون في التمسك به، وكان قبل ذلك من أراضي مصر، هو وكل صحراء سيناء المحتلة اليوم.

<<  <   >  >>