للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قال الهيثمي في "المجمع" (٦/ ١٣٠): رواه أحمد وفيه ميمون أبو عبد اللَّه، وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
قلت: ميمون أبو عبد اللَّه ضعيف، ضعفه الجماهير، وقال أحمد: أحاديثه مناكير. وقال ابن معين: لا شيء، وقد حكم عليه الحافظ في "التقريب" بالضعف، لكن قال في "الفتح" (٧/ ٤٥٨): إسناده حسن.
أقول: كيف يحسن وقد انفرد بالحديث وأتى بزيادات في الحديث لم ترد عند البخاري وغيره من حديث جابر، ولفظه: لمَّا حفر الخندق رأيت بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خمصًا شديدًا، فانكفيت إلى امرأتي، فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خمصًا شديدًا، فأخرجت إلي جرابًا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن فذبحتها، وطحنت الشعير، ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالت: لا تفضحني برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وبمن معه، فجئته فساررته، فقلت: يا رسول اللَّه، ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعًا من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك. فصاح النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "يا أهل الخندق، إن جابرًا قد صنع سورًا، فحي هلا بكم"، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تنزلن برمتكم، ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء". فجئت وجاء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقدم الناس حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلت الذي قلت، فأخرجت له عجينًا فبصق فيه وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك، ثم قال: ادع خابزة فلتخبز معي، واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها". وهم ألف، فأقسم باللَّه لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو.
والقصة واحدة لم تتعدد.
وللحديث شواهد بإثبات فتح الشام، فمن ذلك حديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (١١/ ٣٧٦ رقم ١٢٠٥٢)، من طريق سعيد بن محمد الجرمي، عن أبي تميلة، عن نعيم بن سعيد العبدي، عن عكرمة، عنه، ولفظه: احتفر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الخندق وأصحابه قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع، فلما رأى ذلك النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "هل دللتم على رجل يطعمنا أكلة؟ " قال رجل: نعم، قال: "أما لا فتقدم فدلنا عليه". فانطلقوا إلى الرجل فإذا في الخندق يعالج نصيبه منه، فأرسلت امرأته أن جئ فإن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد أتانا، فجاء الرجل يسعى، فقال: بأبي وأمي وله معزة ومعها جديها، فوثب إليها، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الجدي من ورائنا". فذبح الجدي، وعمدت المرأة إلى طحينة لها فعجنتها وخبزت فأدركت القدر فثردت قصعتها، فقربتها إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه، فوضع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إصبعه فيها، فقال: "بسم اللَّه، اللهم بارك فيها، اطعموا". فأكلوا منها حتى صدروا ولم يأكلوا منها إلا ثلثها وبقي ثلثاها، فسرح أولئك العشرة الذين كانوا معه أن اذهبوا وسرحوا إلينا بعدتكم، فذهبوا =

<<  <   >  >>