(٥٨) "منكر" "مسند أحمد" (١/ ١٩)، وأخرجه البزار في (مسنده) (٣١٧)، والهيثم بن كليب في "مسنده" عزاه له الحافظ في "اللسان" تحت ترجمة (حمرة)، وابن عساكر في "تاريخه" (١٥/ ١٨٠ - ١٨١)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٤٩٣)، كلهم عن أبي بكر بن أبي مريم به. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وابن عبد كلال ليس بمعروف بالنقل. قلت: بل روي من وجه آخر؛ أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (١٨٦٠)، والحاكم في "مستدركه" (٣/ ٨٨ - ٨٩)، كلاهما عن الزبيدي، عن راشد بن سعد، عن أبي راشد، عن معدي كرب بن عبد كلال، عن ابن عمرو بنحوه. قال الذهبي في "تلخيصه" متعقبًا قول الحاكم: صحيح الإسناد. قلت: بل منكر، وإسحاق هو ابن زبريق كذبه محمد بن عوت الطائي، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة. أقول: والطريقان ضعيفان. فأما الأول ففيه أبو بكر بن أبي مريم، ووهاه جماهير النقاد، قال الذهبي في "الميزان" (٤/ ٤٩٨): له حديث آخر منكر جدًّا، ثم ساق هذا الحديث. وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (٧٨٩٤): رواه البزار بسند ضعيف، لضعف أبي بكر بن أبي مريم. وبنفس العلة ضعفه الهيثمي في "المجمع" (١١/ ٣٦٠)، وفي الإسناد علة أخرى، حمرة بن عبد كلال مجهول، قال الذهبي في "الميزان" (١/ ٦٠٤): ليس بعمدة ويجهل. وأما الطريق الثاني ففيه أبو راشد وهو مجهول، قال الحافظ في "اللسان" (٣٠١٧): أبو راشد لا يعرف، ومعدي كرب هو أخو حمرة بن عبد كلال، وانظر للأهمية بحثًا هامًّا لابن عساكر في "تاريخه" (١/ ١٨٣ - ١٨٥) في تحقيق اسمه ونسبه، وقد ترجم له ابن حبان في "ثقاته" (٥/ ٤٥٨)، والبخاري في "تاريخه" =