للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(إن القداحَ إذا جُمعن] َ فرامها ... بالكسر ذو حَنق وبطش أيّدِ)

(عزت ولمُ تُكسر وإن هيَ بُددَتْ ... فالوهنُ والتكسيرُ للمتبدد)

ثم قام علي بن خالد بن يزيد بن معاوية وخالد بن عبد الله بن أسيد فقال لهما قد حضر من الأمر ماتريان فإن كان في نفوسكما شئ من بيعه الوليد نزعتماه قال وجعلتما الأمر حيث شئتما قالا بل رضينا أكمل الناس لها وأقواهم عليها قال أما والله لو غيرها قلتما لمتا قبلي ثم رفع طرف فراشه فإذا تحته سيف مجرد فقال للوليد لا أعرفنك إذا أنامت تعصر عينيك وتمسحها نعل الأمة الوعكاء شمر وابرزو اللبس جلد النسر وادع الناس إلى بيعتك فمن قال برأسه هكذا فقل بسيفك هكذا. ثم لم يزل متمثلاً بقول الشاعر:

(وهل من خالد أما هلكنا ... وهل بالموتِ يا للناسِ عار)

ثم قال الحمد لله الذي لا يبالي أصغير هلك في ملكه أم كبير ثم قضى. فقال هشام ابن عبد الملك:

(وما كان قيسٌ هلكهُ هلك واحدٍ ... ولكنه بنيانُ قومٍ تهدما)

فسمعها الوليد فتطير منها فرفع يده فلطمه وقال إنك أعور مشؤوم هلا قلت كما قال التميمي:

(إذا سيدٌ منا ذرا حدُ نابه ... تخمط فينا نابُ آخر مقرمِ)

فسمع مسلمة الصيحة فقال ذروا الصياح فإنكم إن استقمتم استقام الناس وإن اختلفتم اختفلوا.

أخبرنا أبو أحمد

أخبرنا أبو بكر بن دريد

أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال كان عبد الملك بن مروان ذات ليلة في سمره مع ولده وأهل بيته وخاصته فقال ليقل كل واحد منكم أحسن ما قيل من الشعر وليفضل من رأى من الشعراء تفضيله فأنشدوا وفضلوا فقال بعضهم أمرؤ القيس وقال بعضهم النابغة وقال بعضهم الأعشى، ولما فرغوا قال أشعر والله من هؤلاء جميعاً عندي الذي يقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>