للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أراد قول النبي & (أحفوا الشواربَ واعفوا عن اللحى) وقلت:

(إن أبا عمرو له لحيةٌ ... بعيدَةُ البعضِ منَ البعضِ)

(مضى إلى السوق وعُثنونه ... أقامَ في البيتِ فلم يمضِ)

(وهو إذا ما مَر في سكةٍ ... يملأها بالطولِ والعرضِ)

(يَدُوسُها الناسُ بأقدامهم ... كأنها أرضٌ على الأرضِ)

وأخبرنا أبو أحمد عن أبيه قال قال الجماز اللبن لبعض كان أصحابنا في الظاهرة تل تراب فأتاه غلامه برجل يضرب له اللبِن وقد حمل في عنقه قالباً وإذا لحيته مل القالب فقلت له ليس في قالبك فضل يدخل فيه الطين مع لحيتك فقال إني سأخرجها من القالب قبل ضرب اللبن وإنما أردت أن أدفئها فيه قليلا، قال فلما رأيت حمقه قلت يحتاج أن يضرب في كل يوم ألف لبنة. قال خريم أنا أقدر على ذلك. وقال الناجي:

(لابن شاهينَ لحيةٌ ... طوُلهُ شطرُ طولِها)

(فهو الدهرَ كلهُ ... عاثرٌ في فضولها)

ولولا القصد لجمع أعيان المعاني والشرط المتقدم لتركت التشنيع الملفوظ من المنظوم والمنثور على أن العلماء لو تركوا رواية سخيف الشعر لسقطت عنهم فوائد كثيرة ومحاسن جمة موفورة في مثل شعر الفرزدق وجرير والبعيث والأخطل وغيرهم ولو لم يصلح ذكر الفروج بتصريح أسمائها لكان تسمية أهل اللغة إياها بذلك خطأ وهذا محال ومما قيل في الذمامة وقصر القامة ما ينسب لأبي نواس وهو لغيره:

(إذا استنَ في قوهية متَبخترا ... فقل جرذٌ يستنُ في لبنٍ محضِ)

<<  <  ج: ص:  >  >>