للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فطمست جميع ما كتبه فيقول اللهم غفرا، فقال فيه بعضهم أوفى غيره:

(لحيةُ قاضي القضاةِ لو جهدتْ ... مجهودَها لم تكنْ كعنفقته)

(إذا أرادَ الكرَى توسَدها ... فقد كفتهُ مكانَ مرفقته)

وقال رقبة بن مصقلة لأبي شيبة القاضي: لو كانت لحيتك هذه من الذنوب لكانت من الكبائر. وقد قيل من تدلت لحيته فقد تقلص عقله. وقلتُ:

(قلْ للمدلَ بلحية موفورةٍ ... وسماد لحيةُ كلَ ألحى جهلهُ)

(لا يعجبنك طولُ نبذك إنَّه ... من طال لحيتهُ تكوسج عقلهُ)

وقد أجاد ابن الرومي وأبلغ وجمع في أبيات من المعاني ما لم يجمعه أحد في هذا الباب وهو قوله:

(إن تطلْ لحيةٌ عليك وتعرضْ ... فالمخالي معروفةٌ للحميرِ)

(علقَ اللهُ في عذرايك مخلاةً ... ولكنها بغيرِ شعيرِ)

(لو غدا حكمها عليَّ لطارتْ ... في مهبِّ الرِّياح كلَ مطير)

(ارع منها الموسى فإنك منها ... شهدَ اللهُ في أثام كبير)

(أيما كوسج رآها فيلقى ... ربهُ بعدها صحيحَ الضمي)

(هو أحرىَ بأنْ يشكَ ويغرى ... باتهام الحكيم في التقدير)

(ما تلقاك كوسجٌ قطُ إلا ... جَورَ اللهَ أيما تجوير)

(لحيةٌ أهملتْ فطالتْ وفاضتْ ... فإليها تشيرُ كفُ المشير)

(ما رأتها عينُ امرئ ما رأتها ... قطُ إلا أهلَ بالتكبير)

(روعةٌ تستخفهُ لم يرعها ... من رأى وجهَ منكر ونكير)

(فاتقَ الله ذا الجلال وغير ... منكراً منك ممكن التغير)

(أو فقصر منها فحسبك منها ... قيد شبرٍ علامة التذكير)

(لو رآها النبي يوماً لأحدى ... في لحى النَّاس سُنةَ التقصيرِ)

(واستحبَ الاحفاءَ فيهن والحلقَ ... مكانَ الاعفاءِ والتوفير)

<<  <  ج: ص:  >  >>