للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال فما رأيت أحداً كان أشد منه صبابة ولا أحسن عزاءً وصبراً ثم انصرفنا وتفرقنا وكان آخر العهد به. ومن بديع ما قيل في حسن الوجه قول الصوبري:

(الم قلبي نارهُ وما شعر ... دبتَ إليهِ عقربٌ وقتَ السحر)

(دَبَّت إلى ظبي بعينيهِ حَور ... دبيب نوطي نواري وانتشر)

(فظفرت لا طفرت أيَّ ظفر ... وهكذا العقربُ للقمر)

أحسن ما قيل في العيون:

أخبرنا أبو أحمد

أخبرنا أبو بكر بن دريد عن أبي حاتم عن الأصمعي قال قال أبو عمرو ولأصحابه: ما أحسن ما قيل في العيون؟ قال بعضهم قول جرير:

(إنَ العيونَ التي في طَرْفها حورٌ ... قَتلْننا ثمَّ لم يحيينَ قَتلَانا)

(يَصرعْنَ ذا اللبَ حتى لا حَراكَ بهِ ... وهنَ أضعفُ خلق الله أركانا)

وقال آخر قول ذي الرمة:

(وعينانِ قال الله كونا فكانتا ... فعولان بالالبابِ ما تفعلُ الخمرُ)

وقال آخر بل قوله:

(ويذكرني مياً من الظبي عينه ... مراراً وفاها الأقحوان المنور)

و (مراراً) حشو لايحتاج إليه، فقال أبو عمرو أحسن من هذا كله قول عدي بن الرقاع:

(وكأنها بينَ النساء أعارها ... عينيه أحورٌ من جآذرِ جاسمِ)

(وسْنان أقصدهُ النعاسُ فرّنقتْ ... في عينه سنةٌ وليس بنائمِ)

أخذ بعض المحدثين قول جرير

(وهن أضعف خلق الله أركانا)

فقال:

(كأنما ازدادَت قوَى أجْفانِها ... ضَعْفاً تقوينَ على ضعفِ القوى)

(ومثله أيضاً قول الناشئ:

(لا شئ أعجب في جفنيه أنهما ... لا يضعفان القوي إلا إذا ضعفا)

وقد أحسن ذو الرمة في قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>