(يوماً بأطيبَ منها نشر رائحةٍ ... ولا بأحسنَ منها إذ دنا الأصلُ)
وقول القطامي وهو جيد النظم متضمن لماء الطلاوة:
(وما ريحُ قاعِ ذي خُزامَى وحَنوة ... له أرجٌ من طيبِ النبتِ عازبُ)
(بأطيبَ من ميٍّ إذا ما تقلبتْ ... من الليلِ وسنى جانباً بعد جانب)
إلا أنه جاء بالمعنى في بيتين. ومما هو مضطرب الرصف جيد المعنى قول ابن ابن الطثرية:
(خودَ يكون بها القليلُ يمسّه ... من طبها عبقا يطيبُ ويكثرُ)
هذا البيت على غاية اضطراب الرصف:
(شكر الكرامة جلدها فصفا لها ... إنَّ القبيحةَ جلدها لا يشكرُ)
قوله (شكر الكرامة جلدها) في غاية من الحسن. أخذه ابن الرومي فقال:
(ألوفُ عطرٍ تذكي وهي ذاكيةٌ ... إذا أساءت جوارَ العطر أبدان)
(يعيم كلُّ نهار من مجامرها ... ويشمسُ الليل منها فهو ضحيان)
(كأنها وعثان الند يشملُها ... شمسٌ عليها ضباباتٌ وأدخان)
وأخذ ابن المعتز قول القطامي ببعض لفظه إلا أنه زاد زيادة حسنة وجاء بألفاظ بديعة وهو قوله:
(وما ريحُ قاع زاهرٍ مستِ الندى ... وروضٌ من الرَّيحانِ سحّتْ سحائبُهْ)
(فجاء سُحيراً بين يومٍ وليلةٍ ... كما جرَ من ذيلِ الغلالةِ ساحبه)
(بأطيبَ من أثوابِ شمر موهبا ... إذا الليلُ أدجى دابرَ كتائبهِ)
(إذا رغبتْ عن جانب من فراشِها ... تضوعَ مسكاً أينَ مالت جوانبُهْ)
وقد طرف ابن الأحنف في قوله:
(ذكرتك بالريحان لما شممته ... وبالرَّاح لما قابلت أوجه الشربِ)