للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(إبك فما أثكر نفع البكا ... والحبُ إشفاقٌ وتعليلُ)

(إفزع إليه في ازدحام الجوى ... ففيهِ مسلاةٌ وتسهيلُ)

(وهو إذا أنتَ تأملتهُ ... حزنٌ على الخدَّين محلولُ)

وقد ملح العباس بن الأحنف:

(إني لأجحدُ حبكم وأسرهُ ... والدمعُ معترفٌ بهِ لم يجحد)

(والدمعُ يشهدُ أنني لك عاشقٌ ... والناسُ قد علموا وإن لم يشهد)

وقال:

(طالَ عهدي بها فلما رأتني ... نظمتْ لؤلؤاً على تفاحِ)

وقد أحسن الآخر في قوله:

(إذ لا جوابَ لمفحمٍ متحير ... إلا الدُموع تصانُ بالأطرافِ)

قوله (تصان بالأطراف) عبارة صحيحة جيدة. وقال آخر:

(تقول غداةَ البين عندَ وداعها ... لكَ الكبد الحرَّى فسر ولك الصبرُ)

(وقد سبقهتا عبرةٌ فدموعُها ... على خدِّها بيضٌ وفي نحرِها حمرُ)

معناه إذا انحدرت إلى نحرها إنصبغت بلون الطيب والزعفران بها)

ومن غريب المعنى قول الآخر:

(غَدَتْ بأحبتي كوم المطايا ... فبانَ النومُ وامتنعَ القرارُ)

(وكان الدمعُ لي ذخراً معدّاً ... فأنفقتُ الذَّخيرةَ يومَ ساروا)

أجود ما قيل في طيب عرف المرأة: جميع ما مر بي من الشعر في هذا الفن متقارب في المعنى لا يفضل بعضه بعضاً إلا في القليل، ومنه ما هو جيد المعنى حلو المعرض فتركته لأن الشرط قد تقدم بايراد الجيد لفظاً ومعنى ورصفاً وذلك قليل ليس يقع إلا بعد التصفح الطويل والتعب الكثير:

(فمن أجود ما قيل في ذلك من قديم الشعر قول الأعشى:

(ما روضةٌ من رياضِ الحزنِ معشبةً ... خضراءَ جاد عليها مسبلٌ هطلُ)

(يضاحك الشمسَ منها كوكبُ شرقٌ ... مؤزَّرُ بعميم النبتِ مكتهلُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>