(أنازعها على العلاتِ شرباً ... لهنَ مضاحكٌ من أقحوانِ)
(يلوحُ على مفارقها حبابٌ ... كأنصافِ الفرائدِ والجمان)
وفي هذا زيادة لأن في الحباب ما هو كبير يشبه بأنصاف الفرائد وهي كبار اللؤلؤ، ومنه ما هو صغير يشبه بأنصاف الجمان وهي صغار اللؤلؤ:
(وطالعني الغلامُ بها سحيراً ... فزادَ على الكواكبِ كوكبانِ)
(ووافقها بخدٍ أرجوان ... وخالفها بفرع أرجواني)
وأغرب ما قيل في الحباب قول أبي نواس:
(فإذا علاها الماءُ ألبسها ... حبباً كمثلِ جلاجلِ الحجلِ)
(حتى إذا سَكنت جوامحها ... كتبت يمثل أكارع النمل)
ومن غريب ذلك وبديعه قول الأول ويقال إنه ليزيد بن معاوية:
(وكأس سباها التجرُ من أرضِ بابلٍ ... كرقةِ ماءِ المزنِ في الأعينِ النجلِ)
(إذا شجّها الساقي حسبتَ حبابها ... عيونَ الدبا من تحت أجنحةِ النملِ)
وأبدع ما قيل في الحباب قول أبي نواس:
(قامت تريني وأمرُ الليلِ مجتمعٌ ... صُبحاً تولدَ بينَ الماءِ واللهبِ)
(كأنَ صغرى وكبري من فواقعها ... حصباءُ دُرّ على أرضٍ من الذهبِ)
وخطأه النحويون في قوله (كبرى وصغرى من فواقعها، وأخذه ابن المعتز فقال:
(يا خليلي سقياني فقد لاحَ ... صباحٌ وأذّنَ الناقوسُ)
(من كميتٍ كأنها أرضُ تبرٍ ... في نواحيه لؤلؤٌ مغروسُ)
وقلت:
(راحٌ إذا ما الليل مدَ رواقهُ ... لاحَتْ تطرزُ حُلةَ الظلماء)
(حتى إذا مُزِجَتْ أراك حبابها ... زهراتِ أرضٍ أو نجوم سماءِ)
وقلت في المعنى الأول