(تبيتُ لي اللذاتُ معقودةَ العرى ... إذا ما أدَارَ الكأسَ أحورُ عاقدُ)
(يدبُ الدُجى عن وجهِ نارٍ تحلهُ ... كؤوس لأعناقِ الليالي قلائدُ)
وقال ابن المعتز:
(قد حثني بالكأسِ أولَ فجره ... ساقٍ علامةُ دينهِ في خصره)
(فكأنَ حُمرةَ لونها من خدّه ... وكأنَ طيبَ نسيمها من نشره)
(حتى إذا صَبَ المِزاجَ تبسّمت ... عن ثغرِها فحسبتهُ من ثغره)
وقال:
(للماء فيها كتابةٌ عجبُ ... كمثل نقشٍ في فصَ ياقوتِ)
وقلت
(دارَ في الكأس عقيقٌ فجرى ... واطفُ الدرُ عليهِ فطفح)
(نصب الساقي على أقداحها ... شبكَ الفضةِ تصطادُ الفرح)
وقال ابن الرومي في لطافتها:
(لطفتْ فقد كادتْ تكونُ مشاعةً ... في الجوَ مثل شعاعها ونسيمها)
ومن الاستعارة البديعة قول ابن المعتز:
(فأضحك عن ثغر الحباب فم الكأس)
وقلت:
(وشراب طوى الزمانَ فحاكى ... نفسَ الوردِ رقَّةً ونسيما)
(إن يكنْ بالعقول غيرُ رحيم ... فهو بالروُّح لا يزالُ رحيما)
ومن أحسن ما قيل في خيال الكأس على اليد قول بعض المحدثين:
(كأنَ المديرَ لها باليمين ... إذا قام للسقي أو باليسارِ)
(تَدَرَعَ ثوباً من الياسمين ... لهُ فردُ كم من الجلنارِ)
وقال السري في معناه:
(وبكر شربناها على الوردِ بُكرةً ... فكانت لنا ورداً على خيرِ موردِ)
(إذا قامَ مبيضُ الجبين يُديرها ... توَهمته يسعى بكمٍ مُوَرَّدِ)
وقال البحتري:
(ألا ربما كأس سقاني سلافها ... رهيفُ التثني واضح الثغر أشنبُ)
(إذا أخذتْ أطرافه من قنوها ... رأيت اللجينَ بالمدامة يذهب)