وقلت:
(وقد شغلت كلتا يديه بقهوة ... فقلت أرى نجمين أم قدحينِ)
(كأنَ خيالَ الكأسِ فوقَ ذراعه ... غشاءٌ من العقيان فوقَ لجينِ)
وقلت أيضاً:
(يسعى إليَّ مقرطقٌ في كفهِ ... كأسٌ وبينَ جُفونهٍ كأسانِ)
(وتناسبتْ فيها بغيرِ قرابةٍ ... كفُ المدير ووجنةُ الندمان)
وما أحسن ما قيل في الزجاجة ورقتها وصفائها قول بعضهم:
(رقَ الزجاجُ وراقت الخمرُ ... وتشابها فتقاربَ الأمرُ)
(فكأنها خمرٌ ولا قَدحٌ ... وكأنهُ قدحٌ ولا خمرُ)
وقال ابن المعتز في رقة الخمر وصفائها وذكر الكأس ولطافتها:
(وكأس تحجبُ الأبصارُ عنها ... فليسَ لناظرٍ فيها طريقُ)
(كأنَ غمامةً بيضاءَ بيني ... وبين الرَّاح تحرقها البروقُ)
وقلت:
(وندمان سقيت الرَّاح صرفاً ... وجنحُ الليل مرتفعُ السجوفِ)
(صفتْ وصفتْ زجاجتها عليها ... لمعنى دَقَ في ذهنٍ لطيفِ)
وليس هذا التشبيه بالمختار ولو أن بعض الناس يستملحه لأنه أخرج ما يرى بالعيان إلى ما يعرف بالفكر. وقال بعضهم:
(خفيتْ على شرابها فكأنهم ... يجدون رَيّا من إناءٍ فارغِ)
وقال غيره:
(وزَّنا الكأسَ فارغةً وملأى ... فكان الوزنُ بينهما سواء)
وقال ابن الرومي:
(لطفتْ فقد كادَتْ تكونُ مُشاعةً ... في الجوَ مثل شعاعها ونسيمِها)
وقلت:
(حملتْ بخنصرها إناءَ مدامةٍ ... صفراء تلمعُ في زجاجٍ أقمرِ)
(فكأنها واللحظُ ليس يحورها ... شمسُ النهار تختمتْ بالمشتري)
ومن أجود ما قيل في الأباريق وفضول الكأس وأنشده إسحاق: