(كأنَ أباريقَ المدام لديهم ... ظباءٌ بأعلى الرقمتينِ قيامُ)
(وقد شربوا حتى كأنَ رقابهم ... من اللينِ لم يخلقْ لهنَ عظامُ)
وقد أحسن مسلم في قوله:
(إبريقنا سلبَ الغزالةَ جيدها ... وحكى المديرُ بمقلتيه غزالا)
وأحسن الآخر وينسب إلى بشار:
(كأنَ إبريقنا والقطرُ في فمه ... طيرٌ تناول ياقوتاً بمنقارِ)
إلا أن قوله (طير) ردئ والجيد طائر، وأجازه أبو عبيدة ولم يجزه غيره وقلت
(تضحك في اكأس أباريقنا وحسب ما يضحكن يبكينا)
(كأنَ أعلاها إذا أسفرتْ ... تعقد في الكأس تلابينا)
وأول من شبه الابريق بالأوز لبيد في قوله ولم يذكر الخمر
(تُضَمَّنُ بِيْضاً كالإوَزِّ ظروفُها ... إذا تأقوا أعناقها والحواصلا) ٥ فأخذه بعضهم فقال:
(ويوم كظلَ الرُمح قصرَ طولهُ ... دمُ الزَّقَّ عنا واصطكاكُ المزاهرِ)
(كأنَ أباريقَ المدام عشيبةً ... إوزٌّ بأعلى الطفَ عوجُ الحناجرِ)
وقال أبو الهندي:
(سيغنى أبا الهنديِّ عن وطب سالم ... أباريق لم يعلقْ بها وضرُ الزبدِ)
(مقدمة قزاً كأنَ رقابها ... رقابُ بناتِ الماء تفزع للرَّعدِ)
وقوله (تفزغ للرعد) زيادة على ما تقدم)
وأما فضول الكؤوس فأحسن ما قيل فيها قول أبي نواس:
(قرارتهُا كسرى وفي جنباتها ... مهاً تدريها بالقسى الفوارسُ)