(فللخمر مازرتْ عليه جيوبهم ... وللماء ما دارتْ عليه القلانسُ)
وقال السري الموصلي:
(كأنَ الكؤوسَ وقد كللتْ ... بفضلاتهنَ أكاليلُ نورِ)
(جيوبٌ من الوشيِ مزرورةٌ ... يلوحُ عليها بياضُ النحورِ)
فجئت به في بيت وقلت:
(وبيضٌ تهاوى في مزعفرةٍ صغر ... وهبتُ لها قلبي وأخدمتها فكري)
(فدارتْ بأقداح كأنَ فضولها ... سوالفُ تبدو من معصفرةٍ حمرٍ)
وقال السري أيضاً:
(وصفراءُ من ماءِ الكرومِ شربتُها ... على وجهِ صفراءِ الغلائلِ غضةِ)
(تبدتْ وقضلُ الكاس يلمع ساطعا ... كأترجه زينت بإكليل فضة)
وقال الناشئ:
(ملوك ساسانَ على كأسها ... كأنها في عزَ سلطانها)
(فخمرُها من فوقِ أذقانها ... وماؤها من فوقِ تيجانها)
يصف كأساً نقش فيه صور ملوك ساسان. ومن أجود ما قيل في صفة صفاء الإناء وحسنه مع صفاء الخمر قول ابن المعتز:
(غدا بها صفراء كرخية ... كأنها في كأسِها تتّقِد)
(فتحسبُ الماءَ زجاجاً جرى ... وتحسبُ الأقداحُ ماءً جمدْ)
ومن أجود ما قيل في صوت الأباريق ما أنشدناه أبو أحمد:
(وقد حجت الغيم السماء كأنها ... يمدُ عليها منهُ ثوبٌ ممسكُ)
(ومجلسنا في الجوَ يهوي ويرتقي ... وإبريقنا في الكأس يبكي ويضحكُ)
ومن أحسن ما قيل في ابتداء السكر قول بعضهم:
(ولها دبيبٌ بالعظام كأنَّه ... فيضُ النعاسِ وأخْذهُ بالمفصلِ)
(عبقت أكفهمُ بها فكأنما ... يتنازعونَ بها سخاب قرنفل)
وقال أبي نواس: