(أنسن بنا أنسَ الأماء تحببت ... وشيمتها غدرٌ بنا وإباقُ)
(مواصلة والوردُ في شجراته ... مفارق إلف حانَ منه فراق)
(فزر فتيه بردُ الشرابِ لديهمُ ... حميمٌ إذا فارقْتَهم وغساقُ)
وقلت:
(وليلٍ ابتعتُ به لذَّةً ... وبعتُ فيه العقلَ والدَنيا)
(أصابَ فيهِ الوصلُ قلبَ الجوى ... وباتَ فيه الهمُ مسكينا)
(وقد خلطنا بنسيم الصبا ... نسيمَ الراح ورياحينا)
(واكؤسُ اراح نجومٌ إذا ... لاحتْ بأيدينا هوتْ فينا)
(تضحك في الكأس أباريقنا ... وحسبما يضحكنَ يبكينا)
(كأن أعلاها إذا كفرتْ ... يعقد الكأس ثلاثينا)
وقلت:
(هذا حبيبٌ وصول ... وذا رقيبٌ صرومُ)
(وذاك شرخُ شبابٍ ... أغرّ وهو بهيم)
(وقهوةٌ وغناءٌ ... وسامرٌ ونديم)
(فخذ نصيبك منه ... فليس شئ يدومُ)
وهذا من أجمع ما قيل في هذا الباب. وقال الصنوبري:
(يومٌ ذيولُ مزنه ... على الثرى منسحبه)
(بروقهُ سافرةٌ ... وشمسه منتقبه)
(فما سيء؟ سماءه ... ضاحكة منتحبه)
(طلبتُ أقصى أملي ... منه فنلتُ الطُلبه)
(بسيدينِ ارتقيا ... منقبةً فمنقبه)
(واتفقا في كنيةٍ ... والتقيا في مرتبه)
(نشربها عذراءَ قد ... قامتْ بحقّ الشربه)
(أكرمُ ذخرٍ ذخرته ... كرمةٍ في عنبه)