للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(يطيرُ فُضاضاً بينهم كلُ قونسٍ ... ويتبعها منهم فراشُ الحواجبِ)

(تَقُدُ السَلوقي المضاعفَ نسجهُ ... وتوقد بالصُفاحِ نارَ الحُباحب)

ويقول إنها تقد الدرعَ التي ضُوعف نسجها والفارس حتى تبلغ الأرض فتقدح النار بالصفاح، وهي حجارة. ومن بليغ ما قيل في صفة السيف قول ابن يامين قال محمد بن داود بن الجراح عن أبي هفان عن الإياسي القاضي عن الهيثم بن عدي قال لما صار سيف عمرو بن معدي كرب الذي يُسمى الصمصامة إلى الهادي وكان عمرو وهبه لسعيد بن العاص فتوارثه ولده إلى أن مات المهدي فاشتراه موسى الهادي منهم بمال جليل وكان موسى من أوسع بني العباس خُلقاً وأكثرهم عطاءً للمال قال فجرده ووضعه بين يديه وأذن للشعراء فدخلوا ودعا بمكتل فيه دنانير فقال قولوا في هذا السيف فبدرهم ابن يامين فقال:

(حازَ صمصامة الزبيدي من بين ... جميع الأنامِ موسى الأمينُ)

(سيفُ عمروٍ وكانَ فيما سمعنا ... خيرَ ما أغمدت عليه الجفون)

(أوقدت فوقهُ الصواعقُ ناراً ... ثم شابت به الزعاف القيون)

(فإذا ما هززته بهرَ الشمسَ ... ضياءً فلم تكن تستبين)

(يستطيرُ الأبصار كالقبسِ المشعلِ ... ما تستقرُ فيهِ العيون)

(وكأن الفرندَ والجوهرَ الجاري ... في صفحتيه ماءٌ معينُ)

(نِعمَ مخراقُ ذي الحفيظة في الهيجا ... بعضاتها ونعمَ القرينُ)

(ما يبالي إذا إنتضاهُ لضربٍ ... أشمالٌ سطت بهِ أم يمين)

(وكأن المنونَ نِيطت إليهِ ... فهو من كلِّ جانبيه منَون)

أخذ عليه من هذه الأبيات تشبيهه السيف بالشمس ثم بالقبس لأنه قد حطهُ درجاتٍ، فقال موسى أصبتَ ما في نفسي واستخفه الفرحُ فأمر له بالمكتل والسيف

<<  <  ج: ص:  >  >>