(يخطُ بها سوادٌ في بياضٍ ... فتحسبهُ بياضاً في سوادِ)
(إذا فَزِعَ الصريخُ أمدخيلاً ... بخيل تستثارُ من المداد)
وقد أسحن ابن الرومي في وصف الكتاب حيثُ يقول:
(متمنطقٌ من جلدهِ ... متختمٌ من خصره)
(أبداً تراهُ وصدره ... في بطنه أو ظهره)
وقال ابن المعتز يذكر أرضةً أكلت كتاباً:
(شغلي إذا ما كانَ للناسِ شغل ... دفترُ فقهٍ أو حديث أو غَزَل)
(أرقطُ ذو لونٍ كشيبِ المكتهلِ ... تخالهُ مكتحِلاً وما اكتحل)
(راكبُ كفٍ أينَ ما شاءَ رحل ... وهو دليلٌ لمقالٍ أو عمل)
(يقيمُ وزنَ العقل حتى يعتدل ... ويُذكرُ الناسيَ ما كان أضل)
(كأنهُ ينشرُ عن نقش حلل ... يخاطب اللحظَ بنطقٍ لا يكل)
(ولا يملُ صاحباً حتى يمل ... )
ثم قال في وصف الأرضة
(تأكل أثمار القلوب لا أكل ... )
وكتب الصاحب في وصف كتاب: وصل كتابك فجلعت يوم وصوله عيداً أؤرخ به أيام بهجتي وأفتتح به مواقيت غبطتي وعرفت من خبر سلامتك ما سألت الله الكريم أن يصله بالدوام ويرفعهُ على أيدي الأيام. وكتب أيضاً: وصل كتابه أيده الله بضحك عن أخلاقه الأرجة ويتهلل عن عشرته البهجة ويخبر عن عارية الله إياه عما رأيت شمل الحرية به منتظما وشعب المروءة له ملتمأ ويتحمل من أنواع بره ما أقصر عن ذكره ولا أطمع في شكره ويؤدي من لطيف اعتذاره في أثناء عتبه ما تزداد به أسباب السررور تمداً. وقلت في كتاب أكلته الأرضة:
(وجليسٍ حسنُ المحضر ... مأمونُ المغيبِ)
(ميتٌ يُخبرُ حياً ... بخفياتِ الغيوبِ)
(أبلهٌ غيرُ لبيبٍ ... وهو في حالٍ اللبيب)