(جاهلٌ غيرُ أديبٍ ... وهو عونٌ للأديبِ)
(أخرسٌ غيرُ خطيبٍ ... ولهُ لفظُ الخطيبِ)
(مفحمٌ ينظمُ شِعراً ... مثلَ إقبالِ الحبيبِ)
(ساكتٌ يروي حديثاً ... مثلَ إعراضِ الرقيبِ)
(نمقتهُ الكفُ حتى ... هو كالوشي القشيب)
(من سوادٍ وبياضٍ ... كشبابٍ ومَشيب)
(فيه إمتاعٌ لأبصارٍ ... وأنسٌ للقُلوب)
(دبَ فيهنّ دبيبٌ ... كان من شرَ الدبيب)
(من صغيراتِ جسومٍ ... وكبيراتِ الذنوب)
(أخذت منها نصيباً ... فالتوى منها نصيبي)
(أفرَحت قلبَ جهولٍ ... وكوت قلبَ لبيبِ)
(ويل هاتيك المعاني ... من بديعِ وغريبِ)
(وأفانينِ كلامٍ ... بين سهلٍ وصليب)
(من بديعٍ وفصيحٍ ... وصحيحٍ ومُصيبِ)
(بُدلَ الإصلاحُ منهن ... بإفسادٍ عجيب)
(فنجومُ العلمِ والفهم ... تهاوت للغروب)
(كلُ شئٍ سوفَ يفنى ... عن بعيدٍ وقريبِ)
ومن بديع ما وُصف به الوراق ما
أخبرنا به أبو أحمد عن الصولي عن أحمد بن يزيد المهلبي عن أبي هفان قال سألتُ وراقاً عن حاله فقال: عيشي أضيق من محبرة وجسمي أدق من مسطرة، وجاهي أرق من الزجاج وحظي أخفى من شق القلم ويدي أضعف من قصبة وطعامي أمر من العفص وشرابي أسود من الحبر وسوء الحال ألزم لي من الصمغ. فقلت عبرت عن بلاءٍ ببلاء فحسبك. وقلت في المحبرة والأقلام: