(منهلةٌ من أشرفِ المناهلِ ... تضمنُ ريَّ الصفرِ الذوابلِ)
(مَركبها ذوائبُ الأناملِ ... إذا مشت عاليةَ الأسافل)
(بكت على الطرسِ بدمع هاملِ ... فارتبطت شوارد المسائل)
(وكشفت عن غُرر الدلائل ... بيضاء تبدو في لباسِ الثاكل)
(لكنها تلبسهُ من داخل ... )
ومما لا أعرف في معناه خيراً منه قول كشاجم الكاتب:
(لا أحبُ الدواةَ تحشى يراعاً ... هي عندي من الدُّويّ معيبه)
(قلمٌ واحدٌ وجودةُ خطٍ ... فإذا زدتَ فاستزدْ أنبوبه)
(هذه قعدةُ الشجاعِ عليها ... أبداً سيرهُ وتلك جَنبيه)
ومن البديع الظريف قول أحمد بن إسماعيل:
(كأنما النقسُ إذا استمده ... غاليةٌ مذوفةٌ بنده)
ونتن الكرسف مما يُعابُ به. ومن البديع المشهور ما أنشدناه أبو أحمد عن الصولي عن أحمد بن إسماعيل للحسن بن وهب:
(مِدادٌ مثلُ خافية الغراب ... وأقلامٌ كمرهفةِ الحرابِ)
(وقرطاسٌ كرقراقِ السرابِ ... وألفاظٌ كأيامَ الشبابِ)
وقلت:
(أكثر ما تثبته الأقلامُ ... لم تسع في زواله الأيامُ)
(بالك من خُرسٍ لها كلامُ ... موتى إليها النقضُ والإبرامُ)