للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جرى في الحزان وهي الغليظ من الأرض مكن حافره فرض الحصى. ونحوه قول جرير

(ضرم الرقاق مناقل الأجرال ... )

يقول إذا صار في الرقاق من)

الأرض اضطرام من جريه وإذا صار في الأجرال وهي مواضع الحجارة ناقل فيها لتطمئن مواقع حوافره. وقول الآخر

(شادخة تشدخ من أدلاها ... )

يقول تبعد عن الطريق ولا تبالي سهلاً أخذت أم حزناً. ومن الفرد الذي لا شبيه له قول ابن المعتز:

(ولقد غدوتُ على طمرّ قادحٍ ... رفعت قوائمهُ غمامة قسطلِ)

(ومُحجَّلٍ غر اليمين كأنه ... متبخترٌ يمشي بِكُمٍّ مُسَبلِ)

وقد أحسن القائل في قوله:

(مدى خطوهِ أقصى مواقعِ طرفهِ ... وأوَّلُهُ في منعه الخطو آخرهُ)

(وقد قطعت من لونها الشمسُ غُرَّةً ... لهُ وحجولاً ثم كالظلِّ سائرهُ)

وقال ابن المعتز:

(تمّت لهُ غُرَّةٌ كالشمسِ مشرقةٌ ... يكادُ سائُلها عن وجههِ يكفُ)

(إذا تقرَّطَ يوماً بالعذار غدا ... كأنه غادةٌ في أذنها شَنَف)

وقلت:

(إذا تحلّى بالعذارِ ومشى ... قلتَ فتاةٌ تتصدّى لفتى)

(كأنه تحت الحليِّ روضةٌ ... دَرَّ عليها الزهرُ أخلافَ الحيا)

وأبلغ ما قيل في طول الفرس في الهواء قول أبي دؤاد:

(إذا ما جرى شأوينِ وابتلَّ عطفهُ ... أناخ بهاد مثل جذع سَحُوقِ)

(كأني إذا عاليتُ حوزةَ متنهِ ... تعلق بزي عندَ بيضِ أنوق)

وبيض الأنوق في أعلى موضع من الجبل، فلا ترى أشد مبالغة من هذا البيت. وقلت:

(مضطرمُ الغدوِّ والرواحِ ... تخاله يمشي على أرماحِ)

وأخبرنا أبو القسم عن العقدي عن أبي جعفر عن المدائني قال أهدى رجل من الدهاقين إلى خالد بن عبد الله القسري برذوناً وقعد بين يديه فقال ما هذا؟

<<  <  ج: ص:  >  >>