للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومثله قوله أيضاً:

(ترنو بناظرةٍ كأنّ حِجَاجها ... وقبٌ أنافَ بشاهقٍ لم يُحلل)

(وكأنَّ مسقَطها إذا ما عرَّست ... آثارُ مسقطِ ساجدٍ متبتلِ)

(وكأن آثارَ النّسوعِ بدفِّها ... مسرى الأساودِ في دهاسٍ أهيل)

(ويشدُ حاديها بحبل كامل ... كعسيب نخلٍ خوصُهُ لم ينُجل)

وقال أيضاً:

(كأنّ المطايا إذ غدونَ بسحرةٍ ... تركنَ أفاحيصَ القطا في المباركِ)

ثم قال وهو من أجود ما قيل في سمن الإبل:

(لنا إبلٌ ملءَ الفضاء كأنما ... حملنَ التلاع الجوَّ فوقَ الحواركِ)

وقد أحسن القائل في وصف سرعتهن حيث يقول:

(خوصٌ نواج إذا حث الحداةُ بها ... حسبتَ أرجلها قُدَّامَ أيديها)

وذكر دعبل بن علي الخزاعي أن قائل هذا البيت القصافي لم يقل بيتاً جيداً سواه وكان يقول الشعر ستين سنة، وأخذه ابن المعتز فقال:

(تخالُ آخِرهُ في الشدَ أوَّله ... وفيهِ عدوٌ وراءَ السبقِ مذخورُ)

(وقد أحسن مسلم في وقوله:

(إلى الأمام تهادانا بأرحلنا ... خلقٌ من الريحِ في أشباحِ ظلمانِ)

(كانَ أفلاتها والفجرُ يأخذها ... أفلات صادرةٍ عن قوس حسبان)

وقال آخر:

(كأن يديها حينَ يجري ضفورها ... طريدانِ والرجلانِ طالبتا وترِ)

ومن بليغ ما جاء في ذلك قول ابن المعتز:

(زجرتُ بها سباح قفرٍ كأنّه ... يخافُ لحاقاً أو يبادرُ أولا)

(توارثهُ الإيجافُ حتى كأنّهُ ... لميس ضنى أعيا الطبيب المعذلا)

<<  <  ج: ص:  >  >>