للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقول الآخر:

(حمراءُ من نسلِ المهاري نسلُها ... إذا ترامتْ يدُها ورجلها)

(حسبتها غيرَى استفزَّ عقلها ... أتى التي كانت تخافُ بعلها)

أي كأنها من عملها بيديها ورجليها وسرعة تحريكها إياهما غيرى تخاصم وتشير بيديها لا تفتر. وقلت:

(ومهمةٍ قلقت فيها ركائبنا ... والليلُ في قلق تسري ركائبهُ)

(ركبته فكأنَّ الصبح راكبهُ ... وجبتهُ فكأن النجم جاثبهُ)

(بكل ذي ميعة جدَ الوجيف به ... فانهدَّ غاربهُ وانضم حالبه)

(وبات ينهب جنحَ الليل في عجل ... كأنه لاعبٌ طابتْ ملاعبه)

(حتى بدا الصبحُ مُبيضاً ترائبهُ ... وأدبرَ الليلُ مخضراً شواربه)

(وإنما النجحُ في ليل ترادفهُ ... إذا تأوَّب أو صبحٍ يواكبه)

(وساهر الليل في الحاجات نائمه ... وذاهب المال عند المجد كاسبه)

وقال أبو تمام:

(على كلَ روَّادِ المِلاطِ تهدمتْ ... عريكتهُ العلياءُ وانضمَّ حالبهْ)

(رَعَته الفيافي بعد ما كان حقبةً ... رعاها وماءُ الروضِ ينهل ساكبهْ)

وقلت:

(واستنهضتكَ إلى المآثرِ والعلا ... هممٌ تخال زهاؤهنَ جبالا)

(أردفتهن عزائماً فكأنما ... أردفَتُ مُرهفةَ النصالِ نصالا)

(حملْتها قلصُ الركابِ كأنها ... قُلصُ النّعامِ إذا اتبعن رِيالا)

(مهريةٌ أودى السفارُ بنحضِها ... فتخالُها تحت الرحالِ رحالا)

وقال مسلم: ( ... إليك أمين الله رامت بنا السرى ... بنات الفيافي كل مرتٍ وفدفدِ)

(أخذْن السرى أخذَ العنيفِ وأسرعَتْ ... خُطاها بها والنجمُ حيران مهتدي)

<<  <  ج: ص:  >  >>