للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ذكر أن الريح تكل فيه لبعده، ووفد الريح مأخوذ من قول تأبط شرا

(ويسبقُ وفد الريح من حيثُ ينتحي)

وقال مسلم بن الوليد:

(تجري الرياحُ بها مرضى مولهةً ... حَسَرى تَلوذُ بأطراف الجلاميدِ)

قوله

(بأطراف الجلاميد)

زيادة ليست في بيت رؤبةَ. ويشبهون استواء الفلاة باستواء ظهر الترس قال الشاعر

(ومهمةٍ كمثلِ ظهرِ الترسِ ... )

وأحسنَ ذو الرمة حيث يقول في هذا المعنى: د

(ودَوٍّ ككفِّ المشتري غيرَ أنهُ ... بساطٌ لأخماسِ المراسيلِ واسعُ)

شبهه بكف المشتري لأن كفه ألصق، وفي رواية أخرى لأن المشتري يبسط كفه للصفق. وقلت في نحوه:

(وبحر ككفِّ الأكرمينَ يحفهُ ... صعيدٌ كأيدي السائلينَ مديدُ)

وقال بعض المحدثين:

(ودَوِّيةٍ مثل السماءِ قطعُتها ... مطوقةٌ آفاقُها بسمائِها)

(ومن عجيب التشبيه في وصف الآل قول بعض الأعراب:

(كفى حَزَنَاً أني تطاللتُ كيْ أرَى ... ذَرى علمي دَمخ فما يُرَيان)

(كأنهما والآلُ ينجابُ عنهما ... من البعدِ عينا برقع خلقان)

وهذا من أغرب ما روي من تشبيهات القدماء. وقال جميل بن معمر في السراب:

(ألا تيكما أعلامُ بثنةَ قد بَدَت ... كأنَ ذراها عممته سبيب)

(طوامِس لي من دُونِهنَّ عداوةٌ ... ولي من وراءِ الطامساتِ حبيبُ)

(بعيدٌ على كسلانَ أو ذي ملالةٍ ... وأما على ذي حاجةٍ فقريب)

والسبيب الشقة البيضاء. وقال ابن المعتز:

(والآلُ ينزو بالصوى أمواجه ... نزوَ القطا الكدريّ في الأشراك)

(والظلُّ مقرونٌ بكلَ مطيةٍ ... مشى المهارِ الدُّهم بين رِماكِ)

ولا أعرف في هذا المعنى تشبيهاً أحسن ولا أصوب من هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>