(تخطرُ في حلةٍ مصدرةٍ ... كأنّ أكمامها من الحِبر)
(واحمرّ منقارُها ومنخرها ... تفتحُ الوردِ في ندَى السحر)
(كأنّها حينَ نقط قرطمها ... تضربُ ياقوتةً على دُرَرِ)
وقال أبو نواس في طير الماء:
(كأنما يصفرنَ من ملاعق ... صرصرة الأقلام في المهارق)
ونقله إلى موضع آخر فقال أيضاً:
(يصفرُ أحياناً إذا لم يهزجْ ... من مثلِ حرفٍ المجدحِ المغنج)
المجدح: ما يجدح به السويق، والمغنج: المعطف. وأحسن ما شبه به ذلك قول بعض الأعراب يصف طيراً أنشده الأصمعي:
(يضربنَ أحناكاً إلى الماءِ كلّها ... لبيقٌ كمفروج المناقيشِ أسجحِ)
لبيقٌ: أي رفيق بذلك حاذق به، يقول هذه الأحناك لبيقة بالشرب، والمفروج: المفتوح ما بينه. وقلت في الخطاف:
(وزائرةٍ في كلِّ عامٍ تزورنا ... فيخبرُ عن طيبِ الزمانِ مزارها)
(تخبرُ أنَّ الجوَّ رقَ قميصهُ ... وأنَ الرّياضَ قد توشّى إزارها)
(وأنَ وجُوهَ الغُدرِ راقَ بياضها ... وأنَ وجوهَ الأرضِ راع اخضرارها)
(تحنُّ إلينا وهي من غيرِ شكلنا ... فتدنو على بُعدٍ من الشكل دارُها)
(فيعجبنا وسطَ العراصِ وقوعُها ... ويُؤنسنا بينَ الديارِ مطارُها)
(أغارَ على ضوءِ الصباحِ قميصُها ... وفازَ بألوانِ الليالي خِمارُها)
(تصيحُ كما صرّت نعالُ عرائس ... تمشت إليها هندها ونوارها)
(تجاورُنا حتى تشبَّ صغارُها ... وتقضي لباناتِ النفوسِ كبارها)
ولم أسمع في ذلك أحسن من قول بعض المحدثين:
(وغريبة حنّتْ إلى أوطانها ... جاءت تبشرُ بالزمانِ المقبل)