(فرشت حناح الآبنوسِ وسطرت ... بالعاج فيهِ وقهقهتْ بالصندلِ)
وقلت في أصواتها:
(أيا عجباً من آنس لك نافرٍ ... يعاودُ وُصلاً وهو في حالِ هاجرِ)
(يزور على بعدِ المكان ولم يردِ ... وصالاً فقل في زائر غيرِ زائر)
(له في الذُّرى شذرٌ يمرُ وينثني ... كما حَرك الكعبين كفُ مُقامِر)
وهذا معنى لم أسبق إليه. وقال أبو نواس في أصوات الخطاف:
(كأن أصواتها في الجوّ طائرة ... صوتُ الجُلامِ إذا ما قصّت الشعرا)
وقال ابن المعتز في البازي:
(فارسُ كفٍ مائلِ كالأسوارِ ... ذو جُؤجُؤٍ مثلِ الرُّخامِ المرمارِ)
(أو مصحفٍ منمنمٍ بأسطارٍ ... ومقلة صفراءَ مثلِ الدّينارِ)
(يرفع جفناً مثلَ حرفِ الزُّنار ... )
وهذا تشبيه في غاية الاصابة. ومن أحسن ما قيل في منسر البازي قول أبي نواس:
(ومنسرٍ أكلفَ فيه شنج ... كأنه عقدُ ثمانينا)
وقال ابن المعتز في عين البازي وأجاد فيه:
(ومقلةٍ تصدقهُ إذا رَمَقْ ... كأنها نرجسةٌ بلا ورق)
وقال أبو النواس:
(في هامةٍ علياءَ تهدي مِنسراً ... كعطفةِ الجيم بكفَ أعسرا)
وقال ابن المعتز في بزاة:
(وفتيان غدوا والليل داجٍ ... وضوءُ الصبح متهمُ الطلوعِ)
(كأن بُزاتهم أمراءُ جيشٍ ... على أكتافها صدأٌ الدُّروعِ)
وقال في عين البازي
(كأنها في الرأس مسمار ذهب ... )