للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وقد أعقبتْ خلفي حِدَّةً ... وأورثني إلفها ضجره)

(للعبد إن غاظني لطمةٌ ... وللحرِّ إن ساءني زجره)

(ويربو الطحالُ إذا ما شبعت ... فتعلوا الترائب والصدره)

(وأمسى كأني من معدتي ... لبستُ ثيابي على ذُكره)

(أسائلُ أهلي عن سحنتي ... وأمنحهم نظرةً نظره)

(وأجزع إن قيل بي صفرةٌ ... وأشفقُ إن قيلَ بي حُمره)

ومن أجود ما قيل في الفصد قول ابن الرومي:

(أيها البدرُ لم تَزَل في كمال الأمرِ ... بدراً وفي النماء هلالاً)

(كيفَ كانت عقبى افتصادك كانت ... صحةً مستفادةً واندمالا)

(واعتدلاُ بينَ المزاج كما أوتيتَ ... في الخلقِ والخلاقِ اعتدالا)

(فعلَ الله ذاك إنك ما زلت ... لمرضي ما ارتضى فعَّالا)

وفي الفصد شعرٌ كثيرٌ ليس في أكثر ما مر بي مختارٌ إلا ما أنشدتهُ لعلي بن عبد العزيز الجرجاني:

(ياليتَ عيني تحملتْ ألمكِ ... وليتَ نفسي تقسمتْ سقمكْ)

(أو ليتَ كفّ الطبيب إذ فصدتْ ... عرقك أجرى من ناظريَّ دمك)

(أعرتهُ حسنَ وجنتيك كما ... تعيره إن لثمتَ من لثمك)

(طرفك أمضى من حدِّ مبضعهِ ... فالحظ بهِ العرقَ واغتنم ألمك)

ومن مليح ما قيل في الزكام ما أخبرنا به أبو أحمد عن الصولي عن أبي ذكوان الجرمي قال دعا عيسى بن علي عبد الله بن المقفع إلى الغداء فقال: أعزك اللهُ لستُ يومي هذا للكرام باكيل. قال ولم؟ قال لأني مزكومٌ والزكمة قبيحة الجوار مانعة من عشرة الأحرار. قال وكانت عجوز من بني عجل تقول: حقر من يحقر الزكام. ولم يمر بي في الصداع شئ مليح أثبته لك غير أني سمعت لبعضهم أبياتاً في صغر العمامة حتى أشبهت عصابة يعصب بها الصداع وهي هذه الأبيات:

<<  <  ج: ص:  >  >>