للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحمد بن إسحاق الموصلي فإنه قال:

(أحبُ الأرضَ تسكنها سليمى ... وإن كانتْ بواديها الجدوب)

(وما دهري بحب تراب أرض ... ولكنْ من يحلُّ بها حبيبٌ)

وقال ابن الرومي:

(ولي وطنٌ آليتُ أن لا أبيعهُ ... وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا)

(عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً ... كنعمةٍ قوم أصبحوا في ظلالكا)

(فقد ألفتهُ النفسُ حتى كأنهُ ... لها جسدٌ لولاهُ غودرتُ هالكا)

(وحبّبَ أوطانَ الرجالِ إليهم ... مآربُ قضاها الشبابُ هُنالكا)

(إذا ذكروا أوطانهمْ ذكرتهمُ ... عهود الصبا فيها فحنوا ذلكا)

(وقد ضامني فيه اللئيم وغرَّني ... وها أنا منهُ معصمٌ بحبالكا)

(فإن أخطأتني من يمينك نعمة ... فلا تخطئنه نقمةٌ من شمالكا)

وقلت في نحو من ذلك:

(ثوى في حفرةِ العانات يمنٌ ... تغلغل في المنازل والرباع)

(وإن تهوَ البقاع فليس غرواً ... هوى أهل البقاع هوى البقاعِ)

وقال ابن الرومي:

(فإذا تصورَ في الضمير وجدتهُ ... وعليه أفنانُ الشباب تميدُ)

وقيل لأعرابي كيف تصنع بالبادية إذا اشتد القيظ وانتعل كل شئ ظله؟ فقال وهل العيش إلا ذاك يمشي أحدنا ميلا ويرفض عرقاً ثم ينصب عصاه ويلقي عليها كساءه ويجلس يكتال الريح فكأنه في إيوان كسرى. وذكر أعرابي بلده فقال رملةٌ كنت جنين ركامها ورضيع غمامها. وقالت أعرابيةٌُ: إذا كنت في غير أهلك فلا تنس نصيبك من الذل. وقال الشاعر في معناه

(نصيبك من ذلِّ إذا كنت خاليا ... )

وقلت:

(حسبتُ الخيرَ يكثر في التنائي ... فكانَ الخيرُ أكثر في التداني)

<<  <  ج: ص:  >  >>