للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ذكرتُ مقامنا بسراة حُزوى ... فسرت مع الوساوس في عنان)

(ألا لله حزمٌ واصطبارٌ ... تقاسمه بنياتُ الزَّمان)

(عزيزٌ أضمرتهُ نوى شطون ... فظلَ من المهانةِ في ضمان)

(يناطُ إلى العزيز إذا تبوَّى ... بمنزل غربةٍ طرف الهوانِ)

وقال آخر: يحن اللبيب إلى وطنه كما يحن النجيب إلى عطفه. وقلت:

(إذا أنا لا أشتاقُ أرضَ عشيرتي ... فليسَ مكاني في النهى بمكينِ)

(من العقل أن أشتاقَ أول منزلٍ ... عنيتُ بخفضٍ في ذراهُ ولين)

(وروض رعاهُ بالأصائلِ ناظري ... وغصن ثناهُ بالغداةِ يميني)

وقال ابن المولى:

(سررتُ بجعفرٍ والقرب منه ... كما سرَ المسافرُ بالإيابِ)

(كممطورٍ ببلدتهِ فأضحى ... غنياً عن مطالعة السحابِ)

وهو من قول الآخر:

(فكنتُ فيهمْ كممطور ببلدتهِ ... فسرَ أن جمعَ الأوطانَ والمطرا)

وفضل بعضهم السفر على المقام واحتج بقول الله تعالى {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله} قال فقسم الحاجات فجعل أكثرها في البعدُ، وقال تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} قال فاخرج الكلام مخرج العموم ولم يخص أرضاً دون أرضِ ولا قرباً دون بعد، وينشد في هذا المعنى قول أبي تمام:

(وطولُ مُقام المرءِ في الحيَ مخلقٌ ... لديباجتيهِ فاغتربْ تتجددِ)

(فإني رأيتُ الشمسَ زِيدتْ محبةً ... إلى الناس إذ ليستْ عليهم بسرمدِ) وقال في الحث على الأسفار والطلب والتزهيد في المقام والدعة: الراحة

<<  <  ج: ص:  >  >>