وقال عبد الله بن محمد الفقعسي:
(ألا ليت شعري هل أبيتينَ ليلة ... بسلع ولم تغلقْ عليَّ دروبُ)
(وهل أحدٌ باد لنا وكأنه ... حصان أمام المقربات جنيب)
(يحول السراب الطلح بيني وبينه ... فيبدو لعيني تارةً ويغيب)
(فإني لأرعى النجمَ حتى كأنني ... على كلِّ نجمٍ في السماء رقيبُ)
(وأشتاقُ للبرقِ اليماني إذا بدا وأزدادُ شوقاً إن تهبّ جَنوب)
وله أيضاً:
(ومنْ حاجتي لولا الحياءُ وأنني ... أرى الناسَ قد أغروا بعيب صبا الكهلِ)
(مسيري مع الفتيانِ في طلقِ الهوى ... أباري مطاياهم على سلسلٍ رسلِ)
(فلم يبقَ من تلك اللذاذةِ عندهم ... وعنديَ غيرُ الذكر للعهدِ والأهلِ)
وقال أعرابيٌ:
(أمُغترباَ أصبحتَ في رامهرمزٍ ... ألا كل كعبيّ هناك غريبُ)
(إذا راحَ ركبٌ مصعداً إنَّ قلبهُ ... مع الرائحينَ المصعدينَ جنيبُ)
(وإنَّ الكثيبَ الفردَ من أيمن الحمى ... ليحلو بسمعي ذكرهُ ويطيبُ)
(تفوقتُ ذرّات الصبا في ظلالهِ ... إلى أن أتاني بالفطام مشيبُ)
(إذا هبَ عُلوي الرِّياح استمالني ... كأني لعلويِّ الرياح نسيبُ)
ومما يجري مع ذلك قول الآخر:
(إذا عقدَ القضاءُ عليك أمراً ... فليسَ يحلهُ غيرُ القضاءِ)
(فما لكَ قد أقمتَ بدارِ ذُلٍّ ... ودارُ العزَ واسعة الفضاء)
(تبلغ بالكفاف فكل شئٍ ... من الدنيا يؤولُ إلى إنقضاء)
وقال امرئ القيس:
(وقد طَوَّفْتُ في الآفاقِ حتى ... رضيتُ من السلامةِ بالإيابِ)