للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أصبحت قال أصبحت أعثر بالعبرة وأقيد بالشعرة وأفزع من النعرة. وحدثنا عنه عن الغلابي عن دماذ عن الهيثم بن عدي قال كان هرم بن سنان المزني قد آلى على نفسه أن لا يسلم عليه زهير إلا وهب له غرة من ماله فأشفق عليه زهير من ذلك وكان يمر بالمجلس وهرم فيهم فيقول أنعموا صباحاً غير هرم خيركم تركت ففخر عقبة بن كعب بن زهير بذلك في قوله:

(إني لأصرفُ نفسي وهي صاديةٌ ... عن مصعبٍ ولقد بانت ليَ الطرق)

(رعوي عليه كما أرعى على هرم ... قبلي زهيرٌ وفينا ذلك الخلقُ)

(مدحُ الكرام وسعىٌ في مسرتهم ... ثم الغنى ويدُ الممدوح منطلقُ)

ومثله قول حاجز الأزدي:

(وإني لأستبقي إذا العسرُ مسني ... بشاشةَ وجهي حينَ تبلى الطبائعُ)

(فأعفي ثرى قومي ولو شئتُ نولوا ... إذا ما تشكى الملحفُ المتضارع)

(مخافةَ أن أقلي إذا جئتُ زائراً ... وترجعني نحوَ الرجالِ المطامع)

ومن مليح ما قيل في فديتك:

(فدتك النفس وهي أقلُ بذلٍ ... صلي حسن المقال بحسنِ فعلِ)

(أريني منك في أمري نهوضاً ... يبين أن شغلك بي كشغلي)

وأخبرنا عنه عن محمد بن خلف بن المرزبان قال اجتمع عندي أحمد بن أبي طاهر والناشي ومحمد بن عروس فدعوت لهم مغنية فجاءت ومعها رقيبة لم ير الناس أحسن منها قط فلما شربوا أخذ الناشي رقعة فكتب فيها /

(فديتك لو أنهم أنصفوا ... لردُّوا النواظرَ عن ناظريك)

(تَردِّينَ أعيننا عن سواك ... وهل تنظر العينُ إلا إليك)

(ألا يقرؤا ويحهم ما يرونَ ... من وحي حسنك في وجنتيك)

(وقد جعلوك رقيباً علينا ... فمن ذا يكون رقيباً عليك)

<<  <  ج: ص:  >  >>