للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا مابون فوثب الرجل وهو يقول:

(كلانا يرى الجوزاءَ يا جُمل أن بدت ... ونجمُ الثريا والمزارُ بعيدُ)

فتحدث الناس بها مدةَ. قال أبو بكر ويشبه هذا حديثاً حدثناه أبو العيناء قال خاصم يوماً جيلان القمي المقبول الزيادي فقال المقبول يا دعي فأنشأ جيلان يقول:

(بثينةُ قالت يا جميلُ أربتني ... فقلت كلانا يا بثين مُريبُ)

فبلغ هذا ابن عائشة التيمي فقال: جيلان في التمثل بهذا البيت في هذا الموضع أشعر من جميل قائله. أنشدنا أبو أحمد قال أنشدنا أبو بكر بن دريد لنفسه يهجو بعض النحويين:

(عفظير إن اختلفنا ... في الفعلِ من فاعلينِ)

(فقال قومٌ يثني ... لجمعنا الهمزتين)

(وقال قومٌ يعدّي ... بملتقى الساكنين)

(وأنتَ أعلم منا ... بذا وذاك وذين)

(لأنكَ الدهرَ فعلٌ ... يعتلُ من جهتينِ)

وأنشدني عم أبي رحمه الله:

(صحبتكم دهراً طويلاً لعسرتي ... أرجى نجاحاً والظنونُ فنون)

(فما نلتُ منكم طائلاً غيرَ أنني ... تعلمتُ ذلَ العيشِ كيفَ يكونُ)

وأنشدني أيضاً في مسجون:

(لئن حجبتك الحجبُ عنا فربما ... رأينا جلابيبَ السحابِ على الشمسِ)

وأنشدنا أبو أحمد عن ابن المسيب عن ابن الرومي:

(خيرُ مال موزونه لذوي الحمد ... كما خيرُ حمدِهم مَوْزونهْ)

(وأصحُ الآراءِ ما ظنَ ذو الأفنِ ... بذي الرأي أنهُ مأفونه)

ومن ههنا أخذ المتنبي قوله:

(وإذا أتتك مذمَّتي من ناقصٍ ... فهي الشهادةُ لي بأني فاضلُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>