(ولحده التصميمُ حين تلاحقت ... أقرانهُ ولشأوه التقديمُ)
ومن أعجب ما جاء في التهنئة والتعزية قول عبد الملك بن صالح:
أخبرنا أبو أحمد عن الصولي قال قيل للرشيد إن عبد الملك بن صالح يُعدُ كلامه فأنكر الرشيد ذلك وقال بل هو طبع فيه حتى جلس يوماً ودخل عبد الملك فقال للفضل قل له: ولد لأمير المؤمنين في هذه الليلة ابن ومات له ابن ففعل الفضل ذلك فدنا عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين سرك الله فيما ساءك ولا ساءك فيما سرك وجعلها واحدة بواحدة ثواب الشاكر وأجر الصابر. فقال الرشيد: أهذا الذي زعموا أنه يصنع الكلام ما رأى الناس أطبع من عبد الملك في الفصاحة. وقلت في تهنئة بمولود:
(فاستقبل الخيرَ في نجيب ... عما يَعيبُ الورى نزيهِ)
(شمسُ نهار وبدرُ ليلٍ ... يَملك أبصارَ ناظريهِ)
(يملأها بهجة إذا ما ... كشفَ عن وجهه الوجيهِ)
(رزُقته كاملاً سوياً ... تكثر علات عائبيهِ)
(جنىً لذيذُ المذاق حُلوٌ ... يقربُ من كفَ مجتنيهِ)
(وعن قليلٍ يصيرُ شهما ... يشقى به جدِ كاشحيهِ)
(ألا فعش في ضمانِ خيرٍ ... حتى ترى الشيبَ من بنيهِ)
وقلت في تهنئة بإملاك:
(تجلى لك الأملاكُ عما تحبه ... فإنك قد فصلتَ بالتبر جواهرا)
(فصيرتهُ للدهرِ عِقداً مفصَّلا ... وطيرتهُ في الأفق نَشراً مُعطرا)
ومن عجائب المعاني تهنئة لأبي إسحاق الصابئ مشوبة بالعقد لرجل زوج أمه: قد جعلك الله وله الحمد من أهل التحصيل والرأي الأصيل وخلوص اليقين فكما أنك لا تتبع الشهوة في محظور فكذلك لا تطيع الأنفة في مباح تحظره ويأوي