إلينا من إيقاعك بين الوالدة نفس الله لها في مدتك وأحسن بالبقية منها امتاعك وبين فلان ما علمنا أنك فيه بين طاعة الديانة توخينها ومشقة فيها تجشمنها وانك قد جدعت أنف الغيرة لها وأضرعت خد الحمية فيها وأسخطت نفسك بارضائها وعصيت هواك لرأيها فنحن نعزيك على فائت مرادك ونسأل الله الخيرة لك وان يجعلها أبداً معك فيما شئت وأتيت وتجنبت وأنبت والسلام. قال الشيخ أبو هلال رحمه الله تعالى جدعت أنف الغيرة من قول رسول الله & وقد رأى علياً وفاطمة عليهما السلام في بيت فرد عليها الباب وقال: (جدعَ الحلالُ أنفَ الغيرة) . وهنأ بعضهم بخروج اللحية وهو أبو نصر بن هبة الله: الحمد لله الذي له عند خلقه في الأحوال التي يتصرفون فيها والطبقات التي ينتقلون بينها والمراتب التي يندرجون عليها لطائف من حكمه وفوائد من نعمه توافق مصالحهم وتطابق حوائجهم في تصاريف نشوهم الطفولية والإيفاع والشبيبة والاجتماع والبلوغ والاكتهال والانتهاء والكمال وجعل لكل واحد منهم في كل حد من الحدود وسنٍ من الأسنان قدراً من الأسر والقوة وصنفاً من اللون والصورة ومسافةً في السعي والهمة وغايةً في الطلب والبغية يكون به قوام عيشه وسداد أمره محطوطاً من الاضطراب بزيادة في بعض ذلك يعطاها قبل بلوغ أدواته منتهاها يناقص سائره وينافي نظائره فيفتح بالزيادة في الزوائد صورته ويظهر بالنقصان في الناقص آفته حتى إذا تعالى في المراتب أمد النهاية وتوافت إليه أقسامه في الكفاية كمل الله إحسانه إليه وأتم إنعامه عليه ولله المنة والفضل وبه القوة والحول، الحمد لله الذي كساك باللحية حلة الوقار ورداك بها رداء الأبرار وصانك عن ميسم الصبا ومطامع أهل الهوى ماجلك من الهيبة البهية وألبسك من لباس ذوي اللب والروية وألحقك في متصرفاتك بمن يستقل بنفسه ساعيا ويستغني عمن يصحبه حافظاً وجعلك بما جمل من صورتك وكمل من اداتك وآلتك قرناً لمن جاذبك وخصماً لمن نازعك ونفى عنك ذلة الاحتقار من أهل المراتب والأخطار تسوى معهم في المجالس الحافلة