للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكلَّما عُدْتُ فيهِ ... يكونُ في العوْدِ أَحْمَدْ

أخذه من قول محمد بن بشير، وهذا محدث. وأما محمد بن بشير فهو من شعراء العرب:

أَأَطلُبُ الحُسنَ في أُخرى وأَترُكُها ... بلْ ذاكَ حينَ تركْتُ الحُسنَ والحَسَبَا

ما إِنْ تَأمَّلْتُها يوماً فَتُعْجِبُني ... إِلاَّ غدا أَكثر اليوميْنِ لي عَجَبَا

ابن المعتز:

تُفَاحتا خدَّيْكَ قد عُضَّتا ... بأَعيُن العالَمِ فاحمَرَّتا

غَطِّهِما لا تُؤْكَلا عَنْوَةً ... أَو تَفْنَيا شَمَّاً فقد رَقَّتا

الحسين بن الضحاك، وقد أحسن:

صِلْ بخدِّي خدَّيْكَ تَلْقَ عجيباً ... من مَعَانٍ يَحارُ فيها الضميرُ

فبخدَّيْكَ لِلربيعِ رياضٌ ... وبخدَّيَّ للدُموعِ غَدِيرُ

وله:

أَظهرَ الكبرياءَ من فَرطِ زهوٍ ... فتلقَّيْتُهُ بِذُلِّ الخُضوعِ

وَحَباني رَبيعُ خدَّيْهِ بالورْ ... دِ فأَمْطَرْتُهُ سَحابَ الدُموعِ

أبو هفان:

خَدّي لِدمعٍ فيهِ مُرْفَضِّ ... وخدُّه للشَمِّ والعَضِّ

بَعضي على بعضِيَ يَبكي دَماً ... وبَعضهُ يُزهى على بعضِ

ما كَمَلَتْ حتى بَدا حُسْنُهُ ... ولا اسْتَتمتْ زينةُ الأرضِ

قد كِدْتُ أَن أَقضِيَ من هَجرِهِ ... وحُقَّ لِلْمَهْجورِ أَن يَقضي

ابن المعتز:

ورْدُ الخدودِ وَنْرجِسُ اللحَّظاتِ ... وتصافُحُ الشَفَتْينِ في الخَلَواتِ

شيءٌ أُسَرُّ بهِ وأعلمُ أَنهُ ... وَحَياةِ من أَهوى من اللذَّاتِ

ابن الرومي:

وشُفوفِ البدن النا ... عمِ في الثوب الرقيقِ

ورحيقٍ كحريقٍ ... في أَباريقِ عَقيقِ

إِنَّ مَن ورَّدَ خدَّيْكِ لَصَبّاغٌ رقيقُ

وقال الصنوبري:

بَدرٌ بَدا بالضِياءِ مُعْتَجرا ... غُصْنٌ أتى بالبَهاءِ مُتَّشِحا

رَقَّ فلو كلَّفَتْهُ أعْيُنُنا ... أَن يَرشَحَ الخمرَ خَدُّهَ رَشحا

آخر:

مُتَرَقرِقُ الخدَّيْنِ مِن ... ماءِ الصِّبا والطيبِ يَنْدى

وتَرى على وَجَناتِهِ ... في غيرِ حينِ الوَرْدِ وَرْدا

وقال المهلبي:

نفسي فداءُ مُدلَّلٍ ... رَبَع الربيعُ بعارضَيْهِ

أَسكرتُه من خمرةٍ ... وسكرتُ من نظري إِليهِ

المفجع:

ظَبيٌ إِذا عَقْرب أَصداغَه ... رأيتَ ما لا تُحْسِنُ العقربُ

تُفاحُ خدَّيْه له نَضْرَةٌ ... كأنه من دَمْعَتي يَشرَبُ

ابن ميادة وأحسن وأبدع في معناه:

جزى اللهُ يومَ البَيْن خَيراً فإنهُ ... أَرانا، على عِلاَّتِه، أُمَّ ثابِتِ

أَرانا رَقيقاتِ الخُدودِ ولم نكُنْ ... نراهُنَّ إِلاَّ بانْتِعاتِ النَواعِتِ

وهذا من بدائعه. وعليه عول الشعراء في العشق بالصفة دون الرؤية، كبشار حيث قال:

يا قومُ أُذني لبعضِ الحيِّ عاشِقَةٌ ... والأُذْنُ تعشَقُ قبلَ العينِ أَحيانا

وكابن قنبر مهاجي مسلم بن الوليد:

ولستَ بواصفٍ أبداً خَليلاً ... أُعَرِّضُهُ لأهْواءِ الرِجالِ

وما بالي أَشوِّقُ عَيْنَ غيري ... إِليهِ ودونه سَترُ الِحجالِ

وكماني الموسوس:

سمِعْتَ به فَهِمْتَ إليه شوْقاً ... فكيف لكَ التَصَبُّرُ لوتراهُ

[الباب السادس]

[نعت الوجنات]

الحسن بن وهب:

لا النومُ أَدْري به ولا الأَرَقُ ... يَدْري بِهذيْنِ من بهِ رَمَقُ

أَرَدْتُ تَقبيلَ نارِ وَجْنتِهِ ... خَشِيتُهُ، إِن دنوْتُ أَحترِقُ

ابن المعتز:

وَجْنتاهُ أَرقُّ من قَطْرِ ماءٍ ... ودُموعي يَجرِينَ جرْياً عليهِ

وَتَرى قلبَه الحَديدَ ولكِنْ ... لي فُؤادٌ أرقُّ مِن وَجْنَتَيْهِ

ابن الرومي:

وغزالٍ تَرى على وَجْنَتَيْهِ ... قَطْرَ سَهمَيْهِ من دِماءٍ القُلوب

لَهفَ نفسي لِتِلْكَ من وَجناتٍ ... وَردُها وَردُ شارِقٍ مَهْضوبِ

أبو نواس:

لِلْحُسْنِ في وَجَناتِهِ بِدَعٌ ... ما إِنْ يَمَلُّ الدرسَ قارِيها

لو تَستَطيعُ الأرضُ لانْقَبَضَتْ ... حتى يكونَ جميعُهُ فيها

ابن المعذل:

قلتُ لهُ إِذ مرَّ بي فَرْدا ... مولايَ هل تَقْبَلُني عَبْدا

<<  <   >  >>