للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذُبحت أي شُقَّت. ومنه اشتقاق الذَّبيح لأنه تذبح أوداجه أي تُشق وفيه وجهان آخران. أحدهما أن يكون من الذُّبحة، وهو وجع في الحلق. والثاني أنه من الذُّبح، وهو نور أحمر، لتضرُّج المذبوح بالدم. قال الراعي:

لها فأرةٌ ذفراءُ كلَّ عشيَّةٍ ... كما فتقَ الكافورَ بالمسكِ فاتقُهْ

آخر:

وكأنَّ الأَرْيَ المشورَ مع الخم ... ر بفيها يشوبُ ذاكَ فتاقُ

ابن قيس الرُّقيّات:

شبَّ بالأثْل من كثيرةَ نارُ ... شرَّفتنا وأينَ منها المزارُ

أوقدَتْها بالمسكِ والعنبر الرَّط ... بِ فتاةٌ يضيقُ عنها السِّوارُ

وكتب الصنوبري إلى بعض ممدوحيه يستهدي مسكاً:

اسلمْ أبا القاسمِ المقسومَ مذهبُهُ ... بينَ المهى والنُّهى أقسامَ ترتيبِ

يا بنَ المآثرِ يا تربَ البصائر يا ... بدرَ المنابرِ يا شمسَ المحاريبِ

الطيبُ يُهدى وتُستهدى طرائفُهُ ... وأشرفُ النَّاسِ يُهدي أشرفَ الطيبِ

والمسكُ أشبهُ شيءٍ بالشَّبابِ فهبْ ... بعضَ الشَّبابِ لبعض المعشر الشيبِ

ما زلتَ ذا أدبٍ في الجودِ مُنتسب ... أكرمْ بذي أدبٍ من غيرِ تأديبِ

وأنشد أبو علي دعبل في كتابه في الشِّعر:

لو كنتُ أحملُ خمراً حينَ زرتكمُ ... لم يُنكر الكلبُ صاحبُ الدَّارِ

لكنْ أتيتُ وريحُ المسك يَفعمُني ... وعنبرُ الهند مَشبوبٌ على النَّارِ

فأنكرَ الكلبُ ريحي حينَ أبصرَني ... وكانَ يعرفُ ريحَ الزفتِ والقارِ

وفي إنكار الكلب قال الآخر:

وإنِّي إذا ما الكلبُ أنكرَ أهلهُ ... مُفدًّى وحينَ الكلبُ جذلانُ نائمُ

وفي معناه قال طفيل:

أُناسٌ إذا ما أنكرَ الكلبُ أهلهُ ... حمَوْا جارَهم من كلِّ شنعاءَ مُظلعِ

[باب]

[أسماء العود]

العود والقُطْر والمندليّ والشَّذا والألُوَّة والألَنْوج واليلَنْجوج والكِباء والمِجمَر والبخور والغار والهضمة والوقص.

قال الأحوص:

صاحِ هلْ أبصرتَ بالخَبْ ... تينِ من أسماءَ نارا

موهناً شُبَّت لعينيْ ... كَ ولم توقدْ نَهارا

كتَلالي البارقِ اللَّم ... احِ في المُزنِ استطارا

شبَّها الموقدُ يُذْكي ... ها يَلَنْجوجاً وغارا

امرؤ القيس:

كأنَّ المُدامَ وصوب الغما ... مِ وريح الخُزامى ونشرَ القُطرْ

يُعلُّ به بردُ أنيابها ... إذا طرَّب الطائرُ المُستحرْ

كثيِّر:

ووضعنَ فوقَ مجامرٍ أدخلنَها ... تحتَ المجاسدِ والمطارفِ عودا

العجير:

إذا ما مشتْ نادى في ثيابِها ... ذكيُّ الشَّذا والمندليُّ المطيَّرُ

المطيّر مقلوب. أراد المطرَّى، فقدم الياء.

ومن أبيات الكتاب:

مروانُ مروانُ أخو اليومِ اليمي

أراد اليوم، فأخر الواو فقلبتها كسرة الميم ياء، كميعاد وميزان.

قال القطامي:

ما اعتادَ حبُّ سُليمى حينَ مُعتادِ ... ولا تقضَّى بَواقي دنها الطَّاري

وأخبرني أبو سعيد قال: أخبرني أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري في كتاب الزَّاهر في بيت متقدم: أن نُؤاسيه أصله نؤاوسُه من الأوس وهو العطيَّة؛ فأخر الواو إلى موضع اللام، وكسر السين فقُلبت الواو ياء.

المندليُّ: منسوب إلى مندل: قرية من قرى الهند. وإن جعلته عربياً فهو من النَّدْل، وهو التناول. قال:

يمرُّونَ بالدَّهنا خِفافاً عيابُهمْ ... ويخرجنَ من دارينَ بُحرَ الحقائبِ

على حين ألهى النَّاس جُلُّ أمورِهم ... فندْلاً زُريقَ المال نَدْلَ الثعالبِ

أخذ معنى البيت الأول أبو العتاهية فقال في الرشيد:

إنَّ المطايا تشتكيكَ لأنَّها ... قطعتْ إليكَ سباسباً ورِمالا

فإذا وردنَ بنا وردنَ مُخفَّةٍ ... وإذا رجعنَ بنا رجعنَ ثِقالا

وألمَّ ابن الرومي فقال:

تُرحَّل آمالاً إلى بابِ قاسمٍ ... فيرجعنَ آمالاً عراضَ المباركِ

حسان بن ثابت:

هلاّ دفنتمْ رسول اللهِ في سفطٍ ... من الألُوَّةِ والكافورِ منضودِ

وأنشد ابن الأعرابي:

فجاءَتْ بكافورٍ وعودِ ألُوَّةٍ ... شآميَّةٍ تُذكى عليها المجامرُ

آخر:

<<  <   >  >>