له نفحاتٌ يملأُ الأنفَ نشرُها ... مضمَّخةٌ بالمسكِ من صيِّب المُزنِ
وفيه:
ضَمرتُ كالضَّيْمُرانِ ... من حُبِّ حور حسانِ
يذكِّرني نشرُهُ ... طيبَ نسيمِ الجِنانِ
[الباب الثاني والعشرون]
الخِيِريّ
ابن الرومي:
خِيريُّ وردٍ أتاكَ في طَبقهْ ... قدْ ملأ الخافِقين من عَبقهْ
قدْ خلعَ العاشقون ما صنعَ اله ... جْرُ بألوانهم على وَرَقهْ
ابن المعتز:
من خيَّرَ الخِيريَّ بالوردِ ... فهو من القومِ على بُعدِ
في آخرِ المجلس هذا يُرى ... وذا على العينينِ والخدِّ
[الباب الثالث والعشرون]
السُّوسَن
الأُخيطل الأهوازي:
سَقياً لأرض إذا ما نِمتُ أرَّقني ... بعدَ الهدوءِ بها قرعُ النَّواقيسِ
كأنَّ سوسَنَها في كلِّ شارقةٍ ... على الميادينِ أذنابُ الطَّواويسِ
وله فيه:
وكأنَّ سوسَنَها سبائكُ فضَّةٍ ... غضّ النبات فأزرقٌ أوْ أقمرُ
حُملتْ سَقيطُ الطلِّ في ورقاتهِ ... فكأنَّهُ متبسِّمٌ مستعبِرُ
الصنوبري:
حلبتُ درَّ السُّرور في حلبِ ... مِن رياض تدعو إلى الطَّربِ
كأنَّما السّوسنُ الأنيقُ بها ... أسنَّةٌ والشَّقيقُ كالعذبِ
ابن المعتز:
والسّوسنُ الآزاذُ منشورُ الحللْ ... كقطنٍ قد مسَّهُ بعضُ البللْ
[الباب الرابع والعشرون]
النَّارَنْج
أنشد:
سَقياً لأيَّامنا ونحنُ على ... رؤوسنا نعقدُ الأكاليلا
في جنَّة ذُلِّلت لقاطفها ... قطوفُها الدانياتُ تذليلا
كأن نارنجها يلوحُ على ... أغصانها حاملاً ومحمولا
سلاسلٌ من زبرجد حملت ... من ذهبٍ أحمرٍ قناديلا
أنشد:
وأشجارِ نارنجٍ كأن ثِمارها ... حقاقُ عقيق قد مُلئن من الدُرِّ
تُطالعنا بين الغصون كأنها ... خدودُ غوانٍ في ملاحفها الخضرِ
أتت كلَّ مشتاق بريَّا حبيبه ... فهاجت له الأشواقَ من حيثُ لا يدري
ابن لنكك:
وأغصانٍ مُفوَّفةٍ حِسانٍ ... ومنها ما يُرى كالصَوْلجانِ
كأن بها ثُديّاً ناهداتٍ ... غلائلُها صُبغن بزعفرانِ
آخر:
وحسنِ نارَنْجةٍ قد شفَّ منظرها ... كأنها سَفنٌ قد مسَّها الذهبُ
آخر:
وذكيَّةٍ في صُفرة الدينارِ ... مجدولةِ الحافاتِ والأقطارِ
يُغني عن المصباح ضوءُ شُعاعها ... فكأنما هي كُبّةٌ من نارِ
آخر:
كأنما النارنجُ لما بدتْ ... أغصانه في الورق الخُضرِ
زمردٌ أبدى لنا أنجماً ... معجونةَ من خالصِ التبرِ
إذا تحيينا بها خِلتنا ... نستنشقُ المسكَ من النَّشرِ
آخر:
ونارنجٍ رأيتُ على غُصون ... كرمَّان النُهود على القدودِ
له من أحمر الياقوتِ لونٌ ... وإما شئتَ من ذهب الصعيدِ
آخر:
حدائقُ أشجارٍ كإقبال دولةٍ ... عليكَ أو البُشرى أتتْ بفقيدِ
أنارت بنارَنجٍ لِريَّاه في الحشا ... مواقعُ وصلٍ من فؤادِ عميدِ
إذا ما حنى أغصانه فكأنها ... صوالجةُ الأصداغ فوقَ خدودِ
آخر:
رياضٌ من النارَنْج كالأمن والمُنى ... جُمعن ومثلُ النوم بعد التسهُّدِ
يُجلّي العشا عن ناظريْ كلِّ ناظرٍ ... ويجلو الصَّدى عن قلب ذي اللوعة الصَّدي
فمن أخضرٍ غضِّ النبات كأنه ... مشاربُ مينا أوْ حقافُ زُمرُّدِ
ومن أحمرٍ كالأُرجوان إذا بدا ... أو الراح صرفاً أو كخدٍّ مورَّدِ
ومن أصفرٍ كالصبِّ يبدو كأنه ... كُراتٌ أُديرتْ من خلاصة عسجدِ
إذا لاحَ في أشجاره فكأنه ... شموسُ عقيقٍ في قبابِ زبرجدِ
[الباب الخامس والعشرون]
الأُتْرُجِّ
ابن دريد:
جسمُ لُجينٍ قميصه ذهبٌ ... زُرَّ على لُعبةٍ من الطيبِ
فيه لمن شمَّه وأبصرهُ ... لونُ محبٍّ وريحُ محبوبِ
السروي:
مُتهدِّلاتٌ في الرياض كأنها ... فوقَ الغصون نواهدُ الأبكارِ
وإذا الصَّبا وردتْ بِنشر نسيمها ... وردتْ بمسكةِ جونةِ العطَّارِ
المفجع:
تخالُ بها في اخضرار الغُصو ... نِ نواهدَ بين مُلاء القصبْ