[الباب الثامن والعشرون]
[ما تولده من الخيلاء]
[وقلة المبالاة وإظهار الشر، والاعتذار بالسكر من أفعالها]
الأخطل:
إذا ما نيديمي علَّني ثمَّ علَّني ... ثلاثُ زجاجاتٍ لهنَّ هديرُ
خرجتُ أجُرُّ الذيلَ مني كأنّني ... عليكَ أميرَ المؤمنينَ أميرُ
حسان بن ثابت:
كأنَّ سبيئةً من بيتِ راسٍ ... يكونُ مزاجَها عسلٌ وماءُ
إذا ما الأشرِباتُ ذُكِرْنَ يوماً ... فهُنَّ لطيّبِ الراحِ الدواءُ
نُوليّها الملامةَ إنْ أُلِمْنا ... إذا ما كانَ مَغثٌ أو لِحاءُ
ونشربُها فتتركُنا ملوكاً ... وأُسداً ما يُنهنهها اللقاءُ
ابن عائشة:
وصافيةٍ كعينِ الديكِ صِرفٍ ... تُنسّي الشاربينَ لها العقولا
إذا شربَ الفتى منها ثلاثاً ... بُعيدَ الريِّ هَمَّ بأنْ يطولا
مشى قُرشيّةً لا عيبَ فيها ... وأرخى من ذوائبِها الفضولا
آخر:
إذا ما شربْنا الجاشِرية لم نُبَلْ ... أميراً وإن كانَ الأميرُ من الأزْدِ
الموصلي:
اسقِني بالكبيرِ يا سعدُ حتى ... أحسَبَ الناسَ كلَّهمْ لي عبيدا
وأراني إذا مشيتُ كأنّي ... أعدلُ الأرضَ خشيةً أن تَميدا
لو يرى الناسُ في المدامةِ رأيي ... لم يبيعوا بدرهمٍ عنقودا
أنشد:
ولقدْ شربتُ الخمرَ حتى خِلتُني ... لمّا خرجتُ أجرُّ فضلَ المِئزَرِ
قابوسَ أو عمروَ بن هندٍ جالساً ... يُجبى له ما بينَ دارةِ قيصرِ
عامر بن الطفيل:
ويومٍ كظلِّ الرمحِ قصَّرَ طولَهُ ... دمُ الزقِّ عنا واصطكاكُ المزاهرِ
لدُنْ غدوةٍ حتى أروحَ وصُحبَتي ... عُصاةٌ على الناهينَ شُمُّ المناخِرِ
كأنَّ أباريقَ الشَّمولِ عشيّةً ... إوَزٌّ بأعلى الطفِّ عوجُ الحناجِرِ
علي بن الخليل:
نزَّهُ صَبوحَكَ عن مكانِ العُذَّلِ ... ما العيشُ إلا في الرحيقِ السلسلِ
تُهدي لقلبِ المستكينِ تخيُّلاً ... وتُلينُ قلبَ الباذخِ المُتخيِّلِ
الخليع:
ومُهفهفٍ تركَ الرُّقادَ حَثاثاً ... وأعادَ حبلَ وِصالِهِ أنْكاثا
قسمَ الزمانَ على المحبِّ بهجرِهِ ... وبُبعدِهِ وجفائِهِ أثْلاثا
ما زلتُ أشربُ منْ يديهِ أكْؤُساً ... خمساً وستّاً بعدَها وثلاثا
حتى ظننْتُ ليَ العراقَ قطيعةً ... وحسِبتُ أرضَ الشامِ لي ميراثا
القُطامي:
وكأسٍ تمشّى في العظامِ سبيئةٍ ... منَ الراحِ تعلو الماءَ حينَ تُكاثِرُهْ
كُميتٍ إذا ما شجّها صرَّحتْ بهِ ... ذخيرةُ حانوتٍ عليها تبادرُهْ
فجاءَ بها بعدَ الإباءِ وبعدَما ... بذَلْنا لهُ في السّومِ ما شاءَ تاجرُهْ
شربتُ وفتيانٌ كجِنّةِ عبقرٍ ... كرامٌ إذا ما الأمرُ أعيَتْ مصادرُهْ
فقلتُ اشربوا حيّاكمُ اللهُ واسبِقوا ... عواذِلَنا منها بريٍّ نُباكرُهْ
فلمّا تنشّينا ودارَتْ بهامِنا ... وقلنا اكتفَيْنا بعدَ عَفْقٍ نُظاهرُهْ
فرُحْنا أُصيلالاً نجرُّ ذيولَنا ... بأنعَمِ ليلٍ قدْ تطاولَ آخرُهْ
وفي إفشاء السر قال مسلم:
بعثَتْ إلى سرِّ الضميرِ فجاءَها ... سَلِساً على هَذْرِ اللسانِ مَقولا
الرقاشي:
أُراني سأُبدي عندَ أولِ شُربةٍ ... هوايَ لملكٍ في خفاءٍ وفي سَتْرِ
فإنْ رضيَتْ كان الرِّضى سببَ الهوى ... وإنْ غضبَتْ منهُ أُحِلْتُ إلى السُّكْرِ
وقد احسن العطوي في قوله:
فمَنْ حكْمت كأسَكَ فيهِ فاحكُمْ ... لهُ بإقالةٍ عندَ العِثارِ
وكان أبو شبل عاصم بن وهب يعشق جاريةً اسمها صِرف، فشرب، فلما سكر قال:
قلْ لمنْ يملكُ الملو ... كَ وإنْ كان قدْ مُلِكْ
قد شربْناكِ فاشربي ... وبعثْنا إليكِ بِكْ
وفي معناه، الخليع في جارية اسمها نرجس وأحسن:
ظَلْتُ أبغيكِ في البسا ... تينِ حبّاً لرؤيتكْ
فإذا نرجسٌ ينا ... دي بلفظٍ كلفظتِكْ
أنا شِبهٌ لمنْ هوِي ... تَ فخُذني براحتِكْ
اجتنيناهُ ناضراً ... وبعثْنا إليكِ بكْ
وقال أحمد بن أبي كامل في جارية اسمها ظبي: